بتاريخ 17 يناير 2023م أصدر الأستاذ عثمان حسين وزير شئون مجلس الوزراء المكلف القرار رقم 30 والخاص بترقية موظفين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى الدرجة الثالثة.. حتى هنا فالأمر عادي.. والوزير المختص هنا لم يفعل شيئاً خاطئاً فهو يعتمد كشوفات أتته جاهزة ممن وثق فيهم وفيما يرفعونه إليه لاعتماده.. لكن هل يعلم سيادته أنه منذ أن وصل القرار إلى الوزارة.. ما تزال تغلي كالمرجل.. من أناس متظلمين من القرار الذي تخطاهم.. والذين يرون بأن ظلماً فادحا وقع عليهم.. وشخصيا أتفهم غضبهم مما حدث.. لا أقول ذلك بحسبان أني واحد ممن تخطتهم الترقية.. لكن لأن الواقع يثبت ذلك..
لن أستعرض هنا ظلماً وقع على من هم أقدم مني في الوزارة.. وانا الذي دخلتها موظفاً في العام 2001.. فهؤلاء قد رفعوا مظلمتهم لرئاسة الوزارة راجين نيل حقهم المشروع.. أما أنا فقد فوضت أمري لله.. ورفضت أن أكتب تظلما لوقائع هي رأي العين.. لا تحتاج لكثير اجتهاد ليراها من رفع القرار إلى مجلس الوزراء لاعتماده.
بعيداً عن تقارير الأداء التي قيل أن لجان الوزارة اعتمدتها في الترقية.. مع اللغط الذي يدور حولها وفي من كتبها.. ومتى كتبها؟. بعيداً عن كل ذلك رصدت في حالتي فقط أن هناك 6 موظفين تخطوني في الترقية وانا أقدم منهم تعيينا, بل فيهم من سبقته بأربع سنوات في الخدمة.. ليس ذلك فحسب.. بل رصدت 23 زميلا تخطوني في الترقية إلى الثالثة وهم احدث مني في الدخول إلى الخامسة… سبقتهم إليها بأعوام..
فهل تصدقون أني ترقيت للدرجة الخامسة في الأول من أبريل لسنة 2012م.. ومكثت بها حتى اللحظة أحد عشر عاماً بالتمام و الكمال.. لا أضج ولا أثور.. تخطتني الترقية.. بينما هناك من دخل الخامسة في العام 2016 .. لا بل هناك من دخلها في العام 2017 .. ولا تندهشوا إذا قلت لكم هناك من دخلها في العام 2018 وتمت ترقية جميع هؤلاء.. وربضت أنا وآخرون لا حول لنا ولا قوة في الدرجة الخامسة..
شخصياً لا أملك إلا أن أرفع يدي وأدعو بما دعا به الحبيب المصطفى في مثل هذا الشهر من قبل أكثر من ألف وأربعمائة وأربعين سنة:
(اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملّكته أمري إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك لك الحمد حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك)