رغم متابعتي لقضية الطبيب المختفي دكتور عامر رده الله لاسرته سالما منذ الوهلة الاولى لكنني تجنبت الخوض فيها لحساسية مثل هذه القضايا لأن أي خطأ فيها قد يمس الأسرة البريئة .. ليأتيني هاتف فجأة من رجل ورع مثقف هادئ الطبع يزن الأمور بحكمة الشيوخ وثقافة الشباب الاستاذ محمد الامين الملقب ب ” المدير ” والذي تعرفت عليه في الاراضي المقدسة اواخر ديسمبر الماضي ومطلع يناير الجاري ليفاجئني بأنه خال الطبيب المفقود دكتور عامر وهو الخال الذي تداوله وسائل التواصل وكشف لي حقائق مهمة ابرزها بأن أبنهم ما زال في رحم الغيب ولا صحة لكل الاشاعات المتداولة وأن مطلبهم الوحيد من السلطات اصدار بيان رسمي يدحض هذه الشائعات ونشرنا هذا الخبر على موقعنا ” ترياق نيوز ” في حينه ولكن المؤلم حقا رسالة واتساب بعث بها لي صباح اليوم انقلها لكم كما هي : ” ليست لدينا اي معلومات مؤكدة من السلطات الا ما يتداول في الوسائط لا يعتد بها…….نحن نعيش مع والدته حالة نفسية سيئة جدا و خوف من مجهول و نشعر بالاسى من فقدان الحقيقة من السلطات….السؤال هل هو ميت و نحن نؤمن بالموت حقا ام على قيد الحياة ليمكنوه من الاتصال بوالدته فقط ” .. انتهى حديث المدير وشعرت بألم يعتصرني تضامنا مع هذه الأسرة وما تعانيه من فقدان ابنها والاشاعات التي يبدو انها مصنوعة بعناية لتربك هذا المشهد واعتقد هذا تطور خطير في مثل هذه الجرائم .. بالتأكيد حتى الآن لا احد منا يجزم بأن الطبيب عامر ما جرى له بسبب أمر محدد ولكن هنالك ثلاثة احتمالات اولها تحفظ من قبل السلطات أو جريمة مدبرة من عصابة والاحتمال الاخير ظرف خاص به جعله يختفي والاحتمال الاخير مستبعد من طرف الاسرة ومن كل الذين يعرفون اخلاق عامر لكن المؤكد الآن هذه الأسرة تعيش بين ثلاث نيران فقدان أبنهم ، نار الاشاعات وصمت السلطات .. وفي الحالات الثلاثة السلطات الامنية اصبحت هي المسؤل الأول عن العذاب الذي تعانيه اسرة الطبيب عامر وعليها أن تتحمل كل الاضرار التي تقع على هذه الأسرة لان حماية اي مواطن مسؤلية السلطة القائمة والجهات المنوط بها حفظ أمن المواطن ، واعتقد صمت السلطات أصبح عقاب لابرياء هم والدة وافراد اسرة الطبيب عامر وعقاب لكل صاحب ضمير حي متأثر لفقدان هذا الطبيب ، فإذا كان متحفظ عليه لدى السلطات والصمت لدواعي امنية انتفت هذه الدواعي بعد نسج هذه الشائعات التي لم تسلم منها الاسرة ولا السلطات والأخطر من ذلك بأن تكون هذه الاشاعات ” محبوكة ” من قبل مجرمين ارادوا ان يجردوا عامر من التعاطف الشعبي الذي وجده وتقليل التفاعل مع قضيته واذا هذا ما حصل يصبح تطور خطير ويجب تتنبه له السلطات والمواطنين على حد سواء .. الآن الآن وقبل غد يجب أن تصدر الجهات الامنية وتحديدا الشرطة ودائرة الاختصاص أن تصدر توضيح حول قضية الطبيب عامر على الاقل سيضع حدا لهذه الشائعات المؤذية للاسرة ولكل صاحب ضمير حي وحتى الآن يعتبر صمت السلطات عقاب جماعي لأسرة المفقود وكل المتفاعلين مع هذه القضية فهل استجابت السلطات لنداء الضمير الانساني واوضحت الحقائق وخاصة بأن الاسرة تبحث عن الحقيقة مهما كان شكلها او مضمونها ونسأل الله السلامة ل عامر وربط الله على قلب والدته وزوجته وكل افراد اسرته خاله محمد امين وكل معارفه حفظ الله شعبنا ووطننا ..