X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. ” الجوير ” السودان بخير !

رغم ما أعتمر في النفوس من احساس بالقهر والبؤس وفقدان الامل في خرطوم السجم .. زيارة خفيفة ولو لسويعات لربوع شندي تذهب عنا الحزن ، بالامس حط بنا ” الباص السريع القام ” من العاصمة الى غرب شندي حيث ترقد منطقة ” الجوير ” على الضفة الغربية لنهر النيل العظيم متوسدة تاريخ تليد ولا غروء انهم احفاد المك نمر وتنام على ” ذكريات ” عثمان الشفيع الصادقة وجميلة حيث تنحدر جذوره من تلك المنطقة ، ويبدو أن كل المعاني السامية تنحدر من تلك المنطقة وشبيهاتها ، كرم ، جود وأصالة .. مناسبة زيارتنا هي تلك اللوحة الرائعة التي رسمتها رابطة ابناء الجوير الخيرية وهي تنظم احتفالا راقيا كرمت من خلاله بعض أبناء الولاية الخلص الذين قدموا لاهلهم ومنطقتهم وما فتئوا أو بخلوا وثانيا تكريم ابناء وبنات المنطقة المتفوقين في امتحانات مرحلتي الاساس والثانوي وكان تكريما يليق بعظمة هذا الجيل ومن يقف خلف نجاحهم من اسرهم وهذا التكريم عبر عن روح التكافل والتعاضد لاهالي المنطقة ، فيه من الهدايا والعطايا دون من أو أذى وكل شئ في هذه المناسبة كان يعبر بصدق عن أن السودان ما دام فيه ناس ” زي ناس الجوير ” اكيد ما زال وطنا بخير .. لكننا بعين الصحافة راينا ما لم يره الآخرين الا وهو حكام الغفلة الذين يمتطون جهد الاهالي وليت اهلنا في الجوير يعلمون بقيمة ما يمتلكون وإننا نجزم صادقين بان وجوه الرجال ” الخناجر ” التي رأيناها في الجوير اقوى بكثير من تلك الحكومات المهترئة وان شموخ نساء الجوير وعزتهن وكبرياهن امضى من الخطب الحماسية والوعود الجوفاء .. يا لها من عبقرية ابناء الجوير التي حافظت على لحمة اهلهم واقنعت الخيرين بأن يجودوا باموالهم وانفسهم وقدموا كل هذا العطاء كان اعظم وانبل من خطاب والي اغراه الحشد والحفل البهيج ليمتطي المسرح و” يلعن سلفه ويذكي نفسه ” ويعبر ببؤوس بخطاب مستهلك منذ عهد الانقاذ الشؤم حين قال ” نحن طموحنا سقفها السماء” ونسى من كان قبله كان طموحهم يسلموها عيسى ولم يفت عليه لعن من سبقوه على هذا الكرسي حين قال ” مال الولاية اسألوا منه من سبقونا لكن نحن عارفين وديناه وين ” ثم انداح يطلق الوعود والتبرعات خمسة واربعين مليون لخدمات المنطقة وعشرة مليون اي مليار بالقديم لجمعية نساء الجوير تسلم في شهر يناير القادم حقيقة هذه مبالغ بسيطة جدا في حق اهل هذه المنطقة الطيبين ويستحقوا ملء الارض ذهبا وهم اغلى ، لكن هذا المنهج اي منهج الوالي بإطلاق الوعود لا ينمي بلد ولن ينهض بشعب اما التبرعات المالية معرضة لثلاث مخاطر ابرزها عدم الإيفاء بها وخاصة اذا تمت بناءا على ” هوشة ” تفاعلا مع الجماهير ثانيا قد تخلق غبن تجاه الوالي فهو مسئول من جميع الجمعيات النسوية في الولاية فهل سيستحمل هذا الوالي سؤال الدنيا له قبل الآخرة خاصة اذا تداعت له ممثلات جمعيات شقلاوة وديم القراي وجبل ام علي وام الطيور والتميراب والزيداب والعالياب والمكابراب وبربر والعبيدية وابوحمد والجزيرة مقرات واحياء عطبرة والدامر وشندي والمحمية ، أليس من حق اي جمعية من هذه الجمعيات ان تمنحها عشرة ملاين كما منحت اذا فعلا منحت جمعية الجوير ما ألتزمت به عشرة ملاين .. مع العلم هذا ليس تحريض ضد التزامك تجاه اهل الجوير .. لكن فقط لننبهك بأن اهل الجوير وغيرهم من اهل السودان يستحقون حكام لهم افكار تدفع بعجلة الانتاج وحكام مسؤليتهم تجاه شعبهم وخاصة الخدمات الاساسية مثل التعليم والصحة والطرق ودعم الانتاج لا يكون عبر الخطب ولا تقدم في شكل عطايا هذا حق لا يستجدى ولا يستعرض به في اللقاءات الجماهيرية لكنكم ما زلتم تصرون على إدارة شئون البلاد بهذه المفاهيم البالية وتضعون المتاريس امام ثورة الشباب التي تسعى لتغيير حقيقي يضعكم في رفوف التاريخ للنسيان ….
رسالة أخيرة لرابطة ابناء الجوير واصلوا عطاءكم لاهلكم ولا تثبط هممكم وعود الحكام الزائفة ..