صديق دلاي .. يكتب .. عن ” الانقلاب” .. (كان) الإمتحان مكشوف وكان السقوط خرافئ!!!الخرطوم _ ترياق نيوز _ قصةخبرية : عبدالباقي جبارة
الجميل الفاضل .. يكتب .. فريسة في مصيدة القدر !
مع بزوغ فجر اليوم الجمعة ٧ اكتوبر ٢٠٢٢م كان المواطن / يوسف خليفة علي محمد مرابطا في مدخل مطار الخرطوم الدولي في انتظار احد الزبائن ومعه سيارته الأجرة ” بوكس دبل قبين ” ويأبى جسده المنهك الخلود للراحة رغم تقدمه في العمر ورغم ان الجمعة تعارف عليه يوم تختلس فيه النفوس المرهقة واللاهثة وراء لقمة العيش برهة للاستكانة والجلوس مع افراد الأسرة إلا ان حالة ” الضنك ” وشظف العيش التي يعاني منها الجميع إلا ما رحم ربي او حالف ” شيطان الفساد ” .. يوسف خليفة لم يكن لوحده بل مرابطا جوار رمزا آخر للكفاح “بائعة شاي ” مع اختلاف الوسائل ليرتشف فنجان قهوة يستعيد بها نشاطه ليوم طويل لعل الرزق في يوم مبارك يكون ابرك .. ولا يدري بان الاقدار تخبئ له ما هو اسوأ ويكون هو واحد من ضحايا السيولة الامنية ، وقطاع الطرق بلغ بهم الاستهتار بالدولة وحاكميها وشعبها مبلغا مكنهم من مد ألسنتهم ساخرين من جميع الأجهزة الامنية .. لأن مسرح الجريمة هذه المرة امام مراى ومسمع من جميع الأجهزة الامنية ، واجهة مطار الخرطوم الدولى وللاسم دلالة سيادية ورئاسة جهاز المخابرات والاستخبارات والشرطة العسكرية والاجهزة الامنية المشتركة كلها على مرمى حجر وهذا المواطن جالس بكل اطمئنان وياتيه عدد اثنيين من المواطنيين ويطلبا منه معرفة مقر احد شركات المقاولات وعندما قال انه لا يعلم طلبا منه شئ من التبغ ” صعوط” ففتح السيارة ليتفضل ويكرمهم بما يملك وهنا حصل الغدر والخيانة في لحظة انتهكت فيها المروءة والشهامة وتناثر موروث الشعب السوداني الذي كان يتندر ويباهي به الأمم .. ما حصل عندما فتح يوسف باب السيارة ضغط عليه احد المجرمين وضربه وانتزع منه مفتاح السيارة واعتلى مقعدها وتحرك والاخر قفز بالخلف ولم يستسلم ” صاحب السيارة ” بل قفز مع المجرم الاخر في صندوق البوكس لكن المجرم كان مستعدا له ويحمل سلاحا ابيضا ” سكين ” ومارس علي صاحب السيارة العنف المفرط ورمى به خارج السيارة وتم دهسه الا ان الدهس كان في اطراف ارجله ..
ولم يبق له الا الاتجاه الى ” الشرطة في حماية الشعب ” فكان قسم شرطة الدرجة الاولى وجهته حيث دون له بلاغ تحت القيد ٢٩٩١ بتاريخ ٧/١٠/٢٠٢٢م الساعة ٦.٥٠ صباحا تحت المادة ١٧٤ ج السرقة .. وللدهشة الجميع وحتى الذين ليس لديهم علاقة بالقانون يدركون بان هذا الفعل يندرج تحت قائمة قطاع الطرق إن لم يكن الارهاب وانتهاك سيادة الدولة .. ومن المخزئ ان يكون هذا الحادث في واجهة البلد ومدخل للقادمين من الدول الاخرى عبر مطار الخرطوم .. نعم أنه حادث فردي وجريمة لكن لها اكثر من دلالة اقلاها من اين اكتسب قطاع الطرق هذه الثقة .. واقل دلالات هذه الثقة استخفاف قسم شرطة الدرجة الاولى وادراج هذه الحادثة ضمن حوادث السرقات .. فمن يستشعر الخطر ؟!