للحقيقة والتاريخ كنا قد وقفنا كثيرا منافحين ومدافعين عن بعض النساء والرجال الذين استثمروا أموالهم في المؤسسات التعليمية سواء كان مدارس أو جامعات خاصة بدلا من التوجه نحو المضاربات والصفقات ذات الأرباح السريعة بأعتبار أنهم أصحاب رسالة وأنهم على نهج بابكر بدري , خليل عثمان في الدويم وأحمد على جابر في رفاعة وغيرهم . مع الاختلاف بأن المذكورين رواد التعليم الأهلي المساند للتعليم الحكومي دون أن يرجوا منه فوائد مادية .
وكان هؤلاء أنفسهم قدوة للأجيال التي أرتادت مؤسساتهم التعليمية .. من هذا المنطلق والحلم الذي كان يراودنا عندما ساندنا هؤلاء ” المستثمرين الطفيلين الجدد ” بأن الولد يشابه أباه .. نعم قد ترتفع التكاليف المادية وتختلف الأساليب ولكن بأن تصل بأن هذا التعليم الخاص وخاصة المدارس أن يصبح هذا النشاط مهدد للنسيج الاجتماعي هذا هو المرفوض , حيث قسم المجتمع لطبقات وزرع الغبن الاجتماعي في النشء وهذا الكلام ليس مجازا وتثبته الأرقام حسب ما ذكر تقرير قبل يومين بأن ملايين الأطفال خارج التعليم والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كان فعلا هذا التعليم الخاص مساند للتعليم الحكومي من أجل الرسالة التعليمية مع الأعتبار في الأرباح المعقولة وعدم المغالاة في الرسوم الدراسية ووجود تكافل يراعي الشرائح الضعيفة بالتأكيد لا يمكن أن يكون ملايين هؤلاء الأطفال خارج التعليم ..
نعم هنالك غياب للدولة وعدم أطلاعها بمسؤليتها تجاه التعليم حيث الآن تبقت أيام لإنطلاقة العام الدراسي وبالتأكيد الوزارة الأتحادية أو الولائية مهتمة بالتعليم الخاص الذي يدر عليها الايرادات بل تحديد موعد فتح المدارس يتم لصالح المدارس الخاصة حتى تفي باستحقاقات ايجار “الدكاكين ” أي مقار المدارس المؤجرة وكذلك تقليل مصروفات “معلمين الحصة ” بالتأكيد تلاشى المعلم أبوالفصل إلا ما رحم ربي وأصبح المعلمين مثل تجار الأواني المنزلية الذين يتنكبون الطرقات من حي ل حي ومن شارع لشارع , هنا حصة وهنا مراجعة ألأمس وهنا شرح وهنا ” وري وشك” وأستلم حقك .. والمحصلة كثير من المدارس الخاصة تصنف الطلاب حسب مستوياتهم ومقدراتهم الذهنية الذين يحرزون الدرجات العالية هؤلاء لل”الشو” الاعلامي والمباها بتفوق المدرسة لاستقطاب مزيدا من ” الرؤوس ” أي الطلاب بالتأكيد نحن “نحتفظ بكثير من المعلومات عن كثير من المدارس ليس خوفا من أحد لكننا حتى لا نصيب أحد بالصدمة من الشريحة الحالمة بمستقبل أبناءها الذين أنفقوا عليهم من “قطع جلودهم , نعم قد يظهرون اليكم متفوقين وقد تسمعون أنهم تمت اذاعتهم لكن خيبة الأمل ستكون عندما يذهب الطالب لجامعة أكاديمة لا تسمح بالتلاعب والغش وهذا إذا أبنك وأبنتك لم يتخلق بأخلاق أصحاب هؤلاء المدارس الذين يبنون مجدهم على الخداع والتدليس .. ومن هنا ندق ناقوس الخطر ونبعث بهذه الرسائل التالية :
الرسالة الأولى للمعلمين : الى كل معلم شريف أخذ مهنة الرسل هذه بحقها لك منا كل الاحترام والتقدير وأوصيك بأن لا تكون جزء من فساد التعليم ولا تستسلم لصاحب رأس المال فأنت أشرف من ذلك .
الرسالة الثانية : الى وزارة التعليم التربية والتعليم الاتحادية والولائية نحن نعلم قلة حيلتكم والظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد فيجب أن لا تكون قلة الامكانيات سببا يقسم ظهركم وتحنوا هاماتكم لرؤوس الأموال , ضعوا قواعد هذا التعليم بأسسه السلمية تقويمة السليم وأي معايير لا تبني على مؤسسات تعليم الدولة فهو تعليم زائف ومغشوش كل المطلوب منكم أن تخرجوا لهذا الشعب وتقرعوا الجرس في المدراس الحكومية وطبقوا فيها المعايير والاخلاق وسوف تأتي الامكانيات متداعية فارجوكم لا تساهموا في النظرة التي ترى بأن الذهاب للمدارس الحكومية ‘إساءة وإحتقار وخاصة في نظر يفع لا يدركون معاناة أسرهم .
الرسالة الثالثة : الى أصحاب المدارس الخاصة : نعلم أنكم منكم مخلصات ومخلصين لهذه المهنة وممسكين بأخلاقها وقيمها فلهم منا كل احترام وتقدير لكن هذا لا يعفيكم من صمتكم على “الهردبيس ” الذي طغى في البلاد وأكثر فيها الفساد فالمضاربات في سوق التعليم أصبحت الأسوأ ولا حديث عن أي معايير فلا يمكن تكون النظرة لكم بمعزل .
الرسالة الرابعة : الى أولياء امور التلاميذ الذين يسر الله لهم دفع مئات الآلاف ودخل أيبناؤهم مدارس متميزة نقول لهم مبرووك وربنا يوفقهم لكن مشاركتك لأسر الملايين الذين خارج المدارس تصبح مهمة حتى لا ينشأ أبنك في مجتمع ورث الجهل بفعل فاعل بجانب الحقد الاجتماعي أيضا يجب عليك مراجعة المعايير الأخلاقية للمؤسسة التعلبيمية التي ينتسب لها أبنك .. والله المستعان .. ولنا عودة لهذا الموضوع الخطير بإذن الله