الخرطوم_ ترياق نيوز
استجاب مكتب برنامج الأغذية العالمي بولاية شمال دارفور جزئيا لمطالب الحراس الآمنيين الوطنيين الذين كان قد تم فصلهم تعسفيا منذ شهر يونيو من العام 2011 الأمر الذي دفع المفصولين الى تنظيم اعتصام مفتوح أمام مكاتب البرنامج بالفاشر استمر لمدة 15 خمسة عشر شهرا للمطالبة باستحقاتهم عن بدل الأجر الأضافي والتعويض عن الفصل التعسفي .
وقال ممثل المفصولين باللجنة السابقة بالخرطوم محمد أحمد حسن ان البرنامج قد قرر بعد الاعتصام المفتوح والملاحقة المستمرة صرف مبلغ 1300 واحد الف وثلاثمائة دولار لكل فرد من المفصولين البالغ عددهم 173 فردآ بينهم 8 أفراد من دولة جنوب السودان الذين كانوا يعملون بالسودان الموحد قبل الإنفصال.
واضاف حسن في تصريح ل(سونا)إن إستجابة البرنامج لمطالب المفصولين بالتسوية جاءت مخيبة لامالهم وغير مرضية، نظرآ لان البرنامج لم يتبع الخطوات الصحيحة واللازمة في إحتساب الأجر الإضافي الذي يتفاوت فيه المفصولين بحسب عقوداتهم التي تتفاوت هي الأخري من حيث فترات عمل الحراس، مبينا ان التسوية قد منحت جميع المفصولين مبلغا موحدا كما أن البرنامج غض الطرف عن تعويضهم تعويضا مجزيا عن فصلهم التعسفي وفرق الزيادات السنوية وبدل المبيت .
واشار حسن ان جميع تلك القضايا كان قد تمت مناقشتها باستفاضة بين لجنة المفصولين والمكتب القانوني للبرنامج بروما عبر ال(فيديو كونفرانس) في وقت سابقا ، مضيفا انهم تلقوا الي جانب ذلك تطمينات من المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي ومدير البرنامج بشمال دارفور بأن تعويضهم عن الفصل التعسفي سيكون مجزيآ.
وكشف حسن بأنه برغم تلك الوعود فقد تعرضوا للارغام في آخر إجتماع إستمر لأكثر من ساعتين ونصف بين خياري القبول بمبلغ الـ1300 دولار، او اللجوء إلى التحكيم. معبرا عن أسفه لاستغلال المنظمة للظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها المفصولون بصفة خاصة وماتمر بها البلاد من أوضاع سياسية وإقتصادية لتمرير خيارها الأول.
وإتهم حسن المنظمة بممارسة الفساد وعدم التعامل بالشفافية والحيادية وتطبيق المبادئ الإنسانية بإعتبارها من مهامها الرئيسية، واصفآ ما تم بأنه يعد من أبشع أنواع الإبتزاز والفساد مؤكدآ قدرتهم على مواصلة العمل من أجل إنتزاع حقوقهم من البرنامج بالطرق السلمية وعبر المسار القانوني بخاصة جبر الضرر جراء الفصل التعسفي، وفرق الزيادة السنوية،و بدل المبيت الليلي.
من جهته قال الناطق الرسمي بإسم اللجنة السابقة للحراس المفصولين خالد محمد آدم إبراهيم في تصريح (لسونا) أن قبولهم بخيار التسوية وحصولهم علي مبلغ 1300 دولار جاء أقل بكثير من توقعاتهم، مشيرا إلى انهم كانوا مجبرين على قبول الخيار الأول نظرآ لأنهم لايستطيعون الذهاب إلى خيار التحكيم بحسب مانصت عليه العقود نظرآ لعدم توفر الإمكانيات المادية الكافية للمفصولين للجوء الى خيار التحكيم الذي سيكون خارج السودان بجانب عدم توفر الضمانات بامكانية كسب القضية .
فيما عبر المسؤول المالي السابق باللجنة مبارك حسن محمد عوض الكريم عن أسفه حيال ماوصفه بالظلم الكبير الذي لحق بهم من برنامج الأغذية العالمي بالولاية.
وقال أنهم قد عملوا معها في ظل ظروف بالغة التعقيد وإبان الأحداث التي شهدتها دارفور حيث قاموا بتوفير الحماية للعاملين ومقار ومخازن المنظمة بمدينة الفاشر ومحليتي كتم وكبكابية مما ساهم في إنسياب الخدمات الإنسانية . واصفآ ما قام به البرنامج تجاه المفصولين بأنه يتسم بعدم المصداقية على حد وصفه.
وأعاب عوض الكريم في تصريح (لسونا) علي لجنة المفصولين عدم رجوعها للقاعدة للموافقة على التسوية وإطلاعهم على تفاصيلها .
وبرر حسن قبولهم بصرف مبلغ التسوية بإنه حق أصيل يجب أن لايضيع، ومن ثم المطالبة بالحقوق المتبقية، مشيدا بوسائل الإعلام المسموعة والمقروءة التي وقفت معهم وعكست قضيتهم للرأي العام المحلي والقومي والإقليمي والدولي وجدد عوض الكريم عزمهم على مواصلة للمطالبة بحقوقهم المشروعة لدي البرنامج بالطرق السلمية حتى ينالوها.