من صورة ما رأيت أمس بقاعة الصداقة، خرجت بحقيقة واحدة.. هي ان المصائب اقوي طاقة جذب، من شأنها ان تجمع المصابين، علي اختلاف انواع ودرجات مصائبهم، ومقاديرها واحجامها، ومدي إيلامها .
المهم انها – أي المصائب – تظل علي اختلافها قادرة علي إذابة جليد ما بين هؤلاء المصابين، رغم وجود ما يفرقهم او يفرق بينهم، تراهم هكذا في محفل او قاعة علي صورة واحدة جميعا، وان كانت قلوبهم شتي، يأنس كل منهم لغرضه الذي ما جاء الا لاجله.
تسمع منهم او بينهم، كلاما ساكتا في النهاية.
و”الكلام الساكت” في الحقيقة، وصف سوداني شائع، لزخرف القول، الذي لا جدوي منه، ولا طائل وراءه، يرادف لغو الحديث او هو دونه ربما. يشرح الصحفي السوداني عمر العمر ” الكلام الساكت” بوصف انه كلمات: (لا تفضح الصمت، بل تعني نفي الوجود.
فإذا قرأنا «كلام ساكت» صفة وموصوفاً، فإن المراد نفي قيمة الكلام بما يوازي عدمه.
وإذا قرأنا «كلام ساكت» مضافاً ومضافاً إليه ــ وهنا أقرب ــ يكون حديث رجل يوازي وجوده العدم.
وفي حديث السودانيين في هذا السياق قولهم «زول ساكت»، وتقال عند تسفيه رأي الرجل او موقفه) .
بل ان عدمية “ساكت الكلام” ربما تضعه في خانة اقل اثرا وقيمة، من نباح من ظنه نباح، وظنها كلاب، نباح ازدراه واستخف به حادي عيس كانت مترفة، رمت بها أقدار الله الي بيداء قاحلة، لا جاه فيها ولا مال، يكاد يقتلها الظمأ، لمراتع مجدها وعزها القديم، بعد ان نزع مالك الملك عنها، ملكها وسلطانها، الذي استطال علي الناس، وجار في الزمان.
حالتي
اشهد الا انتماء الآن
إلا أنني في الآن لا