قدر سفير المملكة العربية السعودية علي بن حسن جعفر بالخرطوم أن تتزامن فترة تكليفه سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في احلك الظروف التي تمر بها البلاد وهي تشهد تحول بجراحة قاسية ينعدم فيها الاستقرار ويسود فيها الاستقطاب الداخلي والخارجي ‘ ما يعنينا هنا ” السفير النحلة ” بن جعفر الذي يعد ابرز السفراء نشاطا بالخرطوم وتعدى دوره الدبلوماسية الرسمية الى الدبلوماسية الشعبية بل اصبح احد الفاعلين في المشهد المعقد الذي اعجز الطبيب المداوي فتجد بن جعفر يعمل على رتق النسيج الاجتماعي باسهامه في المصالحات القبلية ووسيطا بين الفرقاء السياسين ، هذا النشاط المحموم للسفير بن جعفر بالتاكيد هنالك من يشيد بالدور الكبير له ويعتبره من انجح السفراء الموجودين في الخرطوم حاليا وهو يجد الرضا من حكومته التي ابتعثته والدولة المقيم فيها على حد سواء لكن حقيقة هنالك انقسام في الشارع السوداني تجاه نشاط بن جعفر في الخرطوم حيث يرى منتقديه بأنه تجاوز الاعراف الدبلوماسية وتدخل في شئون لا تعنيه بل البعض اعتبر ما يقوم به السفير جعفر انتهاك للسيادة الوطنية في المقابل يرى البعض الاخر بان ما يقوم به بن جعفر يعبر عن عمق العلاقة بين السودان والسعودية وان الاخيرة هي الاقرب لوجدان الشعب السوداني وبالتالي مشاركته او التدخل في قضاياه الحرجة من واجبها وهي الاولى من غيرها بما تمثله المملكة من ثقل عالمي واقليمي وبيدها مفتاح النجاحات لحلحلة قضايا المنطقة وهو امر طبيعي ان تتباين المواقف بين مكونات المجتمع تجاه اداء اي شخص اتى من خارج البلاد او داخلها .
لكن بين الموقفين اعلاه المنتقد ل بن جعفر والمؤيد له هنالك موقف ثالث يرجح كفة احد الموقفين ، هو موقف ما ينفع الناس وهنا من يريد ان يرجح احد الموقفين عليه ان ينظر لاداء بن جعفر من ناحية تشجيعه لاقامة مشروعات انتاجية في السودان مثل مشروع الراجحي او مشروع ” نادك ” وغيره وكذلك جذب الاستثمارات السعودية للسودان وكذلك اهتمامه بجانب المسؤلية الاجتماعية والعطاء غير المحدود لمركز الملك سلمان للاغاثة وتوزيع الغذاء لجميع ولايات السودان بجانب المجالات الطبية مثل مؤسسة البصر الخيرية التي اجرت الاف العمليات للعيون بالسودان .. بالتاكيد كل ذلك قد لا يرضي الطموح بما تملكه المملكة من امكانيات لكن في ظل الظروف الماثلة تعتبر مؤشر كبير مثلا اذا حصل استقرار في السودان بان المملكة العربية السعودية ستكون اكبر المستثمرين في السودان .
اطرح هذا الموضوع ونحن نشهد امس بمطار الخرطوم حدثا مهما الا وهو بان شركة طيران بدأت عملاقة تبتدر نشاطها بمحطة الخرطوم وتضعها من اوائل البلدان التي تنضم لوجهاتها الا وهي شركة طيران ” اديل ” وتعتبر الشركة الاكثر صعودا في مجال صناعة النقل الجوي في الشرق الاوسط وتعتبر الخرطوم الوجهة الثانية للشركة في افريقيا والثالثة التي يتم تديشنها خلال هذا العام ٢٠٢٢م والمحطة الخامسة على شبكة رحلاتها .
وجرى احتفال مبسط بهذه المناسبة بمطار الخرطوم وكان على راسه سفير المملكة بالخرطوم علي بن حسن جعفر حيث قال بان تشغيل طيران ” اديل ” لرحلاتها مباشرة بين المملكة والخرطوم هذا الحدث يعزز العلاقات المتنامية بين البلدين ورافد جديد لفتح آفاق رحبة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري ..
انتهى حديث السفير وكنت حضورا ورايت الهمة والنشاط التي يعمل بها طاقم هذه الشركة ادارة وعاملين واذا استمروا بنفس النهج ستكون هذه الشركة الاختيار الاول لهواة السفر وغيرهم .. لكن راودني تفكير آخر هو كيف تفكر شركة استثمارية وتبتدر نشاطها في الخرطوم وهي يغطيها ضباب كثيف بسبب الازمة السياسية التي عطلت جميع مناحي الحياة ويكاد لا بتذكرنا بمثل هذه المشروعات الهامة ذات النظرة المستقبلية احد عليه ” طيران اديل ” يجب ان ترفع له القبعات وهو يحلق بنا بجناحين الامل والتفاؤل .. وبالتاكيد هذا النجاح ينسب للسفير ” النحلة ” بن جعفر .. ونؤكد باننا في الاعلام محتاجين ان نرتقي بخطابنا الذي اصبح يشوه علاقاتنا ويحجب المصالح والمنافع من شعبنا واعتقد لا احد عاقل ووطني غيور يرضى ان تهان كرامة بلده وشعبه وحماية الاوطان وسيادتها ليس محل مزايدات وتصفية حسابات .. نعم لعلاقات متوازنة علاقات مصالح مفتوحة على جميع الاشقاء والجيران .. وهذا ما يحتاجه السودان ..