التفاوض مع الإنقلابيين لن يقود الى حكومة مدنية ولا تحول ديمقراطي وهذه من الثوابت .. ببساطة شديدة كل ما يتعرض الإنقلابيين لضغوط محلية وعالمية واقليمية يلعبوا على وتر كسب الوقت والزمن حتى يتم الترهل وتشتيت القوى السياسية بإختلافهم واتفاقهم مع الطرح الجديد فتكون قوى الثورة في حالة من الإختلافات وبعدها يعود الإنقلابيين وهم أكثر إصرارا على البطش والتدمير وسفك الدماء بعد أن يمر تيار الرياح والعاصفة وبذلك يكونوا قد طبقوا مبدأ (إهدار الوقت والزمن) على أرض الواقع .. الرؤية لابد أن تكون واضحة وحاسمة ويجتمع عندها ويتواضع عليها كل الوان الطيف السياسي وقوى الثورة الحية ممثلة في لجان المقاومة ومدعومة بسند جماهيري قوي .. ان ممارسة الغش والتدليس الذي يمارسه التيار الإنقلابي لن تمر مرور الكرام وبالذات في هذه المرحلة لأن الوضع في البلاد وصل مرحلة إكتمال السوء بكل أركانه في كل شئ إقتصادياََ (معاش الناس) أمنياََ (أرواح الناس) كله اصبح في مهب الريح ولذلك فإن الشارع وصل حد الإلتهاب والإحتقان وعدم الثقة في المكون العسكري لذلك السؤال المهم والذي يدور في اذهان الناس صراحة أو ضمناََ (التفاوض على ماذا؟!) إذا كان سيكون المكون العسكري جزء من الحل في المرحلة القادمة فسيكون هذا التصور هو مولود ميت معلوم الحالة قبل الوالدة وإذا كان سيكون التفاوض على التسليم والتسلم وايلولة المرحلة للمدنيين فهذا هو المستحيل بعينه وهذا من باب الخيال الخصب ومن هنا تكمن المعضلة الكبيرة في أن التفاوض مع العسكر ليس له جدوى وإنما هو بمثابة تحويل المكون العسكري لغرفة الإنعاش أملاََ في ان تعود له الحياة وباشراف أطباء الآلية الثلاثية وباستشارة كبار الإخصائيين والمستشارين في امريكا والسعودية لكي يعود من جديد ويمارس ارهاق الوطن والمواطن وتطبيف اجندة دول المحور والتي لايمكن أن تطبقها إلا في وجود المكون العسكري .. ولذلك المعادلة صعبة ومعقدة وهذا الزخم من الحراك الشكلي والفارغ يصدر اصوانا اكبر من حجمه الحقيقي لأن الآنية الفارغة صوتها اعلى من الممتلئة وستسمعون جعجعة حيث يعز الطحين وستعلمون ذلك بعد حين في قادم الأيام ..
الشعب والشارع ليس لديه ما يخسره أكثر مما خسره من أرواح ودماء وضيق ليس له حدود فاق حد الإحتمال لذلك لابد من مواصلة مشوار الضغط والتصعيد الثوري حتى يستعيد مسار الثورة والتي تمت سرقتها في وضح النهار ويتم التحول الديمقراطي في ظل حكومة مدنية خالصة وأجزم أن السودان الآن يعيش حالة اللادولة بكل المقاييس فراغ سياسي وإنهيار إقتصادي وانفلات امني غير مسبوق ليس هناك إدنى ملمح يدل أن هناك دولة وسلطة ودولاب عمل وكل يعمل على هواه كل وزارة تعمل بشكل كارثي في الإنجاه السالب وليس أدل على ذلك من وزارة المالية والتي هى من المفترض ان تكون الدينمو المحرك والقلب النابض لدولاب عمل الدولة والآن هى مختطفة بكل المقاييس ..
الإنقلابيين دوماََ يبحثون عن طوق نجاة في ظل عجزهم عن ملء الفراغ السياسي منذ إنقلابهم المشؤم في 25 أكتوبر 2021 وهم يسبحون في منطقة المياه الدافئة ما بين التيار الإسلامي صاحب الفردوس المفقود حيث اعادوا لهم اموال الدولة المنهوبة مرة أخرى وأعادوهم الى دواوين الخدمة المدنية هذا من جانب ومن الجانب الآخر دول المحور والتي لها مطامع لا تخفى على حصيف وهم بين هذا وذاك يبحثون عن السند وكل هذه الأطراف يجمعها التوافق حول مصالحها
وإن أجندة الحلول للراهن السياسي بما يتوافق مع تطلعات الشعب هى في ذيل القائمة هذا إن لم تكن معدومة أصلاً وهذا يبرره كثير من التقاطعات التي لا تصب في مصلحتهم وقد تكون مآلاتها كارثية عليهم ولكن يمارسون ذر الرماد في العيون بترويجهم للتفاوض كمسمى فارغ من المضمون وعليه يصبح الترويج للتفاوض هو مجرد استهلاك واعادة تدوير بضاعة كاسدة تسيطر على المسرح السياسي بين الأطراف المعنية سواء من جانب الإنقلابيبن أو من جانب القوى السياسية والتي هى في وضع لا يحسدون عليه وضع حرج من الناحية الإخلاقية بالنسبة للجلوس مع الإنقلابيين ..
شئ من حتى
عند هذا المنعطف التاريخي يبرز دور الشارع واهمية تعاظم المد الثوري والشعبي ولابد من الضغط القوي على الفاعلين الدوليين ودول المحور وبالصوت العالي بأن الحلول الشكلية وجرعات التخدير المؤقتة أصبحت لاتناسب الحالة السودانية الحرجة خاصة وإن الإنقلابيين يعتمدون على الدعم الاقليمي المعروف وبالتالي لابد أن يكون الحل جذرياََ وان يوجه الشعب رسالة واضحة بأنه لايقبل حلاََ بغير التحول الديمقراطي والحكم المدني وأنه لن تتوقف مسيرته نحو هذا الهدف مهما كانت كلفته وهذا هو الطريق الذي تم تعبيده بدماء الشهداء فقطعاََ لن يختار الشارع طريقاََ غيره ..
ومضة:
هى روح متعبة بفوضى الجسد
منهكة بفكر العقل ووعي السؤال
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more