مجهولون(يعكرون) مزاج من ظلت (تعدل) مزاج الآخرين..!!
تفاجأت زمزم (بائعة الشاي) الإثيوبية ذات الملامح السودانية والمزاج (الاسمر).. تفاجأت صبيحة مليونية ٢٦ مايو ٢٠٢٢.م بحريق معداتها بالعمل وسط الخرطوم (٢) بحديقة القرشي قبالة الكلية العالمية للعلوم والتكنولوجيا ..لم تفق زمزم من هول التصرف المشين الذي (عكر) مزاج (أنثى) ظلت (تعدل) مزاج زبائنها من السودانيين وغيرهم من رواد مكانها المتواضع خلف (أمية كهرباء) كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية :
(خطر..ضغط كهربائي عالي)
(DANGER HIH VOLTAGE)
ولكن زمزم لم تبال من ذلك ال(خطر) في سبيل سعيها لكسب لقمة العيش خشية (الجوع الكافر)..!
برأت الإثيوبية ذات الاحساس السوداني برأت الثوار من تهمة حريق معداتها المتمثلة في عدد من الكراسي (المجنزرة) على صندوق (العدة) كما تلمست العذر لبعض(أطفال الشوارع) من المشردين ولم تجتهد كثيرا في (التبرير) أو حتى معرفة (الجاني)..!كل ما فعلته لحظتها ان عادت إلى بيتها يدثرها صمت ودهشة على عشم ان ينصلح الحال غدا وتنفرج على الاقل بمساعدة بعض معارفها في (تجليد) الكراسي لتعود للمكان ديمومة الحياة..حياة الامكنة ولغة البراحات التي تعود عليها السودانيون على مختلف طبقاتهم ..الساكن بالايجار والراكب (الهمر)..جميعهم يعدلون مزاجهم على فنجان قهوة على بساط الشارع وبساطة المقهى والمكان..
زمزم الأخرى..وقافية عزمي :
قبل لحظات من مغادرته إلى دولة الإمارات كان مقهى زمزم آخر المحطات التي تناول فيها صديقي الشاعر عزمي أحمد حمد قهوته وكنت برفقته نرتشف الكلام على مزاج القهوة البكرة ..وصديقي الشاعر عزمي في قمة حضوره الذهني ينشد أشعاره ويسكب رصين مفرداته في مدح (سمراويت) الحبشية.. على غرار الروائي الاريتري الشاب حجى جابر ..وهو يصف عاصمة الكيف (هرر) في روايته (رامبو الحبشي).. لم يدر بخلد عزمي وهو يودع السودان أن عبق المكان بمقهى زمزم تلاشى بفعل حريق مجهول ..!
نعم حدث ذلك بالفعل يا صديقي ..وهذه بمثابة دعوة ومناشدة لك وآخرين من المعارف وغير المعارف من رواد ذلك المكان ..ان عيدوا الابتسامة على وجه زمزم والعبق للمكان ..وازاحة (العكر) عن مزاج التي لم تفقدها تلك (الفعلة) ابتسامتها وان (اصفرت) بعض الشئ ..العشم كبيرا في تجليد الكراسي على الاقل باعتبار أن (زمزم الأخرى ) حالة إنسانية قدمت بطلتها نماذج من الدروس المستفادة في الصبر واليقين والحماس وتلمس الأعذار لكافة الجناة (المتوقعين) وغير (المتوقعين).