كلما ادلهمت الخطوب، وتكاثرت الفتن.. تلبدت السماء بالغيوم، ليتقاصر مدى الرؤية المباشر، إلى حد تحار معه العقول في إدراك وتفسير ما يجري وراء الاكمة، والي أي نهايات ومالات سيفضي.
هنا في مثل هذه الأرض الرخوة، أرض الاحتمالات المفتوحة يضرب العرافون، والمنجمون، خيامهم، لينشأ سوق لا يخلو حتى من ضاربي الرمل، وقارئي الكف والطالع والفنجان.
إذ كلما أرخي ظلام الغموض سدوله.. هرع الناس الي من يتصورون ان له قدرة في فك الطلاسم، وازاحة الحجب، واسقاط الاقنعة.
وبالطبع فالمجتمعات والافراد ينسجون امالهم وطموحاتهم وامنياتهم في النجاة والخلاص لو ان خطرا ما حل أو بات وشيكا علي هذا المنوال.
وقد راجت مؤخرا نبوءة للعرافة العربية “ليلى عبد اللطيف” انتشرت انتشار النار في الهشيم بمواقع التواصل الاجتماعي.. تحدثت ليلى في جانب منها عن توقعات بشأن السودان قالت فيها : (اري ان السودان مقبل على أحداث خطيرة باتت قريبة، ستضع البلاد على شفير حرب أهلية جديدة وقاسية، تؤدي إلى مجازر وتطهير عرقي للأسف الشديد، ولتهجير سكاني يتخطى الالاف.. مما يستدعي تدخل قوات اجنبية برئاسة دولة عظمى في هذا النزاع، لاعادة السيطرة على هذه الحرب، واعادة السودان مجددا الي سكة الدستور والقانون والاستقرار، وذلك من خلال حكم مدني فاعل وجديد).
ورغم سوداوية الصورة التي رسمتها نبوءة العرافة ليلى لواقع البلاد المحتمل، الا انها عادت لتقول ان السودان سيعود مجددا الي طريق الاستقرار تحت حكم مدني فاعل وجديد.
بل ربما يطابق تصور النهايات في نبوءة ليلى عبداللطيف نبوءة شائعة لحلاج العصر الأستاذ محمود محمد طه ..يعتقد علي نطاق واسع أنها قد وافقت خطي نظام الإنقاذ، وطابقت سيرته في الحكم مذ جاء والي يومنا هذا.
إنها نبوءةٌ غريبة حقاً ما كان لعقلٍ أن يصدقها، لولا أن من تنكبوا دربها قد ساروا بسيرها حافراً بحافر، ولم يغادروا منها شاردة ولا واردة.
تنزلت بهم أوعليهم كأنها رأي عين.
تصور أن الأستاذ محمود الذي رحل عن دنيانا قبل إنقلاب الإنقاذ بنحو أربع سنوات تقريباً قطع قبل ذلك بسنين عددا، أن هذه الجماعة سوف تُسيّطر على السودان سياسياً واقتصادياً حتى لو بالوسائل العسكرية، وأنها سوف تذيق الشعب السوداني الأمرين.
لكن المُخيّف حقاً ..هو إن النبوءة تري أن هذه الجماعة سوف تدخل البلاد في فتنة تحيل نهارها الي ليل.
هل هي الحرب الأهلية التي ستؤدي الي مجازر وتطهير عرقي ولتهجير سكاني بالآلاف كما قالت نبوءة العرافة ليلي.
لكن اللافت ان نبوءة الاستاذ محمود تجزم بأن الفتنة التي تمهد لإقتلاع هذه الجماعة من أرض السودان إقتلاعاً، سوف تنتهي بهم فيما بينهم فقط لا غير.
بل يدهشني أيضاً في ذات السياق أن صاحب النبوءة يضع تعرض شعب السودان لتجربة حكم هذه الجماعة.. في خانة المفضل عنده لمصلحة الشعب نفسه، بل يذهب الي أكثر فيصف تجربة حكمهم بأنها ستكون مفيدة للغاية، مشيراً الي إنها سوف تكشف بلا شك مدي زيف شعاراتهم.
المهم رغم إيماني العميق بأن الغيب في إطلاقه لا يعلمه إلا الله، وأن البشر لا يحيطون بشيء من علمه سبحانه وتعالي إلا بما شاء ..فإني لم أجد ضيراً في البحث عن مقاربة ما بين السيناريوهات المتوقعة، وفق نصوص هذه النبوءات المتواترة.
لام.. الف
أيتها العرافة المقدسة
ماذا تفيد الكلمات البائسة؟
قلت لهم ما قلت عن قوافل الغبار
فاتهموا عينيك، يازرقاء، بالبوار
قلت لهم ما قلت عن مسيرة الاشجار
فاستضحكوا من وهمك الثرثار
وحين فوجئوا بحد السيف قايضوا بنا
والتمسوا النجاة والفرار
ونحن جرحي الروح والفم
جرحي الروح والفم
لم يبق الا الموت
والحطام
والرماد
وصبية مشردون يعبرون
اخر الانهار
ونسوة يسقن في سلاسل الاسر
وفي ثياب العار
مطاطئات الرأس.. لا يَملكن
الا الصرخات الناعسة
ها أنت يا زرقاء
وحيدة عمياء.
امل دنقل
حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا