تقول الطرفة السودانية بأن احد الاشخاص ينتمي لاحد القبائل التي يبطرها المدح ويزهو ويتفاعل مع الإطراء حتى ينقلب فعله الحميد الى ضده ، وذات يوم تقدم اماما صلى بمجموعة من الناس وبعد الفراغ اشاد به احد ما يسمى ب ” كسارين التلج ” فهز فيه الامام وبشر وقال له ” الحالة دي صلاتي دي بلا وضوء ” ..
بالأمس جاءت الاشادة بالشرطة من كافة شرائح المجتمع السوداني ومن ضمنهم نحن في المجتمع الصحفي لصحوتها الكبيرة وغزوها لاوكار الجريمة .. نعم حقيقة هنالك اصوات لها راي في هذه الاشادة وترى بان ما قامت به الشرطة هذا واجبها لا تشكر عليه ولكن راينا من احسن يجب ان نقول له احسنت حتى إذا كان ما قام بواجبه .. ولكن ايضا هذه الاشادة لن تنس الناس ما لحق بالشرطة واشان سمعتها بتصرفات بعض منسوبيها حيث كثرت الحوادث الاجرامية التي تجد في الغالب احد اطرافها شخص يتبع للقوات النظامية وخاصة افراد الشرطة وكذلك تقاعس بعض اقسام الشرطة عن اداء واجبها .. بالامس وبعد ان شعرنا بان الشرطة وعلى مستوى قياداتها استشعرت الخطر وتحركت بقوة رغم مساندة اجهزة نظامية مساندة لها لكن الشرطة هي على راس هذه المسؤلية بحسبان هذه مهامها .. ولكن رغم الآمال الجديدة والطمأنينة التي دبت في اوصال المجتمع فاجاتنا الشرطة ببيان انشائي يشبه كثيرا بيانات الاحزاب السياسية وهو بيان فيه كثير من الإيحاءات كما يسمونه ” قميص عامر ” كل شخص يشوف مقاسه فيه .. في ما يلي فحوى هذا البيان : ” أصدرت قوات الشرطة السودانية بيانا شديد اللهجة قالت فيه انها ترصد وتتابع بصبر جميل أصحاب غرض وهوي ومرارات وأهداف شخصية يقومون باستباق الأحداث والكيل لجهاز الشرطة بمكيالين.
وقالت الشرطة في بيانها الذي حصل عليه موقع (سودان برس)، أن هناك جهات -لم تسمها، تهدف الى هدم البنيان المرصوص وهم يرجون من وراء ذلك تحقيق مآرب شخصية خاصة بهم لا تتفق مع المصلحة العامة .
وأكد بيان الشرطة رصد ومتابعة كل ما ينشر بانضباط عالي وصبر جميل ونفس طويل دون الاستجابة لهذه الاستفزازات مع احتفاظها بحقوقها القانونية كاملة واستخدامها في اي وقت للحفاظ علي كيان هذه المؤسسة والتي فاق عمرها الأربعة عشر عاما بعد المائة. ” انتهى بيان الشرطة في حين إننا نرى هذا البيان لا يشبه الشرطة الجهاز المهني الذي يجب ان يضع الامور في نصابها وعندما يصدر منها بيان يجب ان يشمل حقائق مثبتة وموجه لمقصدها وذلك هو ما يحصن هذا الجهاز الذي منوط به حماية المجتمع وصون حقوقه .. واعتقد ليس هنالك عيب ان تعترف الشرطة بتقصيرها الذي لازم الفترة السابقة اي كانت مبرراتها وكذلك ليس عيب ان تتخلص من الافراد الذين اجرموا في حقها وجلبوا لها الاساءة بانتسابهم لها .. لكن الانجاز الذي تحقق امس يجب ان لا ينسي الشرطة بانه هذا واجبها المستمر وغير مرتبط باحوال ظرفية .. ثم الاشارة للذين لديهم مرارات شخصية هذا اعتراف خطير ويطرح سؤال كبير هل فعلا الشرطة ارتكبت ما يجعل بعض افراد الشعب يشعرون بمرارات شخصية ؟ واذا الامر كذلك هل مثل هذه البيانات ستسكت اصحاب المرارات الشخصية بالطبع لا والف لا .. بل اطلاع الشرطة بواجبها المهني وتجسير العلاقة بينها وبين فئات المجتمع ويجب ان يبدأ ذلك بخطاب اعلامي مسؤل ومهني .. حتى تعود الشرطة في خدمة الشعب بحق وحقيقة ..