*الاصلاح الآن مخترق وأمينه كان متهماً مع غندور وأنس عمر!!
*غازي آثر الصمت ومحمد بشير وصلاح كرار غادروا لهذه الأسباب!!
*فشل قوى الحرية لا يمهد الطريق لعودة الاسلاميين!!
*التجربة فشلت والمشروع سقط والأفضل هو جلد الذات!!
الخرطوم . الجريدة _ ترياق نيوز
باهى الدكتور أمين حسن عمر بالاصطفاف الجديد للإسلاميين تحت مسمى التيار الإسلامي العريض، فيما شخص الأستاذ المحبوب عبدالسلام مستقبل التغيير في منظومة الحركة الاسلامية في مقاله (العجز عن التغيير لا بل عن فهمه) بقوله : (يخطئ الاسلاميون السودانيون لو ظنوا أن التاريخ يمكن أن تعاد صناعته ويعطي نفس النتائج)، في المقابل جاء رد الفعل عنيفاً من حزب المؤتمر الشعبي في (المعايدة) ثالث أيام عيد الفطر المبارك حيث شن الأمين العام المكلف د.الأمين عبدالرازق هجوماً عنيفاً على حزب المؤتمر الوطني المحلول وأمين الحركة الاسلامية علي كرتي الذي إكتفى بالرد بأنهم ماضون في تأسيس التيار الاسلامي، وفي الأثناء تكاثفت الدعوات بشأن إكمال تأسيس التيار الاسلامي العريض في كل الولايات ، ولمزيد من إلقاء الضوء على التحركات المحمومة لعودة المؤتمر الوطني المحلول إلتقت (الجريدة) بالقيادي الشاب والمتحدث الرسمي السابق لحركة الاصلاح (الآن) الأستاذ صلاح دامبا وخرجت منه بالافادات الآتية.
*تكاثفت دعوات المشفقين على مستقبل الحركة الاسلامية وعودتها لتكون ترياقاً ضد المد العلماني بحسب تصورات كثير من قيادات الصف الإسلامي الأول والوسيط والناشطين في التيارات الإسلامية المختلفة؟
– حتى لا يكون هناك خلط مفاهيمي ، وتبريرات تفضي إلى الخيال الواسع بامكانية جر عقارب الساعة للوراء، ما يجري الآن هو محاولة إلتفاف أو محاولة لصنع واجهة سياسية للمؤتمر الوطني المحلول بذات الخطاب القديم ونفس الملامح والشبه في حين أن الأوضاع الفكرية والسياسية تغيرت ولم تعد الوسائل التي كان يستخدمها الاسلاميون ذات جدوى، ولا يقتصر الأمر في أن قوى التغيير فشلت فهذا يعنى أننا عدنا، فالعودة ليست عودة للمؤسسات عبر التأييد للانقلاب وإنما عودة للجماهير، والتحدي ليس لقوى الحرية والتغيير إنما في اقناع الشارع بالقبول، فهل يستطيع اسلامي أن يقف في وسط أحد الطرقات ويصرخ (أنا كوز وأريد أن أحكمكم مرة أخرى)..التيار الاسلامي فاقد الصلاحية والشعب قال كلمته في الانقاذ.
*الاصلاح الآن احدى المنظومات التي تؤيد التيار الاسلامي العريض قلباً وقالباً؟
– هذا صحيح ولكن الإصلاح الآن أمانة من أمانات المؤتمر الوطني، وبالتالي انضمامه للتيار الاسلامي العريض يعني (زيتنا في بيتنا).
*كيف تقول ذلك وأنت كنت الناطق الرسمي؟
– بحكم آخر شورى عقدت ما زلت الناطق الرسمي ولكن حدث انحراف عن الخط السياسي للحزب جعلني أجمد نشاطي منذ ثلاث سنوات .
*ماهو هذا الانحراف؟
– في التعامل مع الآخر ، تواثقنا بأن الانتماء للحركة يجب أن لا يقتصر على فئة تحمل فكرة أيدولوجية محددة ، صحيح أن معظم القيادات والقواعد جاءوا الى الحركة من حزب المؤتمر الوطني بعد الانشقاق منه إلا أن التأسيس قام على فكرة إستقطاب كل مكونات الشعب السوداني بمختلف مشاربهم السياسية ، ونتيجة لذلك التحق بالحركة من كانوا في أقصى اليسار ومن في الوسط وغيرهم ، ولكن لم يعجب هذا التنوع المؤتمر الوطني فعمد إلى اختراق الحركة لحرف مسارها، ولو استمع د.غازي لمستشاره دكتور أسامة توفيق لما حدثت كثير الاخفاقات التي عجلت بتبعية الحركة للوطني.
*بشكل أدق حدد لنا الانحراف؟
– (شوف) بعد أن قررت الحركة الخروج من برلمان البشير قبل سقوطه، كانت تخطط للحاق بركب قوى الثورة وشاركت بفاعلية في المواكب التي كانت تندد بحكم البشير، وطلب مني أنا ورئيس الدائرة السياسية خالد نوري التنسيق مع تجمع المهنيين والاتصال بالقوى السياسية المعارضة وبالفعل وجدنا ترحيباً من الجميع، ونقلنا ذلك إلى المكتب السياسي والغريب أنه لم يحتف بذلك بل كان الحديث فيه منصباً تجاه أن هؤلاء خصومنا التاريخيين وهم يمثلون العناصر الفاعلة في الحزب الشيوعي، ونتيجة ذلك آثرت الحركة عدم الخروج من الحوار الوطني كخط اصلاحي ارتضه، وهكذا تعلقنا ولم نستطع فعل شيء من خالد نوري ومن يومها أدركنا أن الوطني سيطر.
*ألم يكن دكتور غازي صلاح الدين مدركاً لكل ذلك؟
– هو مدرك لكنه فضل الصمت في كثير من الأحيان، فظنوا أن هذه هي نقطة ضعف فقادوا خلافات بينه وبين العناصر القوية في الحركة ونتيجتها غادر الفريق محمد بشير سليمان ومن بعده صلاح الدين كرار وهكذا جردوا الحزب بافتعال الفتن .
*كيف؟
– لقد اخترقوا كل الاجهزة طلاب ، شباب ، أمانة عامة ، مكتب سياسي ، ووجدوا ضالتهم بعد ابتعاد د.غازي بسبب المرض.
*ما دليلك على ذلك؟
– الأمر لا يحتاج لسبر أغوار فهو واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار ، فالأمين الحالي راشد تيسير كان معتقلاً مع رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول د.غندور ، وأفرج عنه بعد اتهم مع قيادات المؤتمر الوطني المتهمين بمحاولة لتقويض نظام الحكم.
*تمت تبرئتهم؟
– نعم برأهم القضاء ، وهذا ليس مقصدي وإنما ما أود أن أشير إليه في هذا الصدد هو مدى التنسيق بينه وبين المؤتمر الوطني لدرجة قبضه معهم فهل هذا مجرد تنسيق.
*قيادات الحركة الأخرى خاصة التاريخية (حسن رزق – اسامة توفيق) كلها تؤيد فكرة وحدة الاسلاميين؟
– الوحدة على أي أساس وعلى أي أفكار ؟ يمكن أن تكون لك أشواق وعواطف وحنين إلى الماضي والتاريخ التليد.. لكن هذا ليس كافياً لتجديد الشعارات القديمة وتعبئتها في قناني جديدة، استناداً على فشل خصومك فقط ، وكما أشرت من قبل بناء تيار على هذه الأسس يعد قمة الغباء، فالقضية أكبر من فشل هذا وذاك وإنما في سقوط فكرة ومشروع جرب 30 عاماً وكانت محصلته هذا الخراب الذي نعيش فيه، في مقابل ذلك هناك حركة وعي متنامية وسط الشعب السوداني الذي أصبح قادراً على الفرز ولا يسهل (خمه) أو خداعه بذات الخطاب، وبالتالي اشواق شيخ حسن رزق واسامة توفيق ود.غازي لن تفيد فالواقع الآن مختلف ولم تعد الأرضية خصبة ليضع عليها الاسلاميون شتولاً قد تنتج ثماراً وإن أرادوا ذلك عليهم بنقد الذات وجلدها والترسيخ لقيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان فهذه هي المعايير التي توفر البذور المحسنة والصالحة لغرس الحركة الاسلامية الذي لم يعد طيباً نتيجة التجربة ذات الأخطاء الجسيمة.
*قواعد حركة الاصلاح الآن أقرب للتيار الاسلامي العريض؟
– بالمناسبة لم تعد هناك قواعد فقط عضوية الدوائر أو المكتب السياسي ومعظمهم باتوا كسالى ولا نشاط لها يذكر كل ما يقومون به حضور الاجتماعات التي تناقش القضايا المفصيلة ومع ذلك تجد مخرجات هذه الاجتماعات في الغالب اسنادية داعمة للمؤتمر الوطني وبعد اطلاق سراح راشد حتى المعايدة التي أقامتها الأمانة العامة في ظاهرها كانت معايدة لحركة الاصلاح ولكنها منشط من مناشط المؤتمر الوطني تربع على عرشه غندور وأنس عمر كيف لا يكون ذلك والوطني مسيطر على الاجهزة عبر عناصر التي اخترقت الحركة ولم تعد تنقل معلومات بل تمرر خطوط وسياسات .
*هل تعني بذلك أن الهدف الذي أسس عليه الاصلاح الآن لم يعد يمثل الحركة؟
– بالضبط، الفكرة كانت اصلاح الحياة السياسية على ضوء الخروج من حزب المؤتمر الوطني الذي لم يستوعب النصح ضحى الغد، وبدلاً من اصلاحه عادت الحركة إلى حضنة مجدداً وبالتالي ماتت الفكرة تماماً ونسفت المبادئ التي أسست عليها الحركة.
*هل تخليت عنها؟
– نعم ما ذكرته كافياً للمغادرة أليس كذلك ؟ كيف أواصل في ظل هذا التدهور المريع داخل حزب تراجع عن أفكاره ومبادئه ومرجعياته السياسية وخالف نظامه الأساسي وكافأ المتهم مع قيادات المؤتمر الوطني بتنصيبه أميناً عاماً باستحداث منصب له، وعليه تبقى المواصلة عصية.
*ماذا عن نوري؟
– هو الآخر مضى لحال سبيله وجمد نشاطه منذ 3 سنوات وسيلحق به من تبقى من الشرفاء.
الجريدة