اعلان الآلية المشتركة لبعثة الأمم المتحدة، والاتحاد الافريقي، والايقاد منتصف مايو المقبل موعدا لانطلاق حوار “سوداني – سوداني” على مائدة مستديرة لحل ما يوصف بالازمة الراهنة في البلاد، وأن الاجتماعات التحضيرية لهذا الحوار ستبدأ عقب عطلة عيد الفطر مباشرة.
أعاد الي ذهني هذا الإعلان قصة طريفة تقول ان حكيما هنديا كلف بمهمة تعليم أمير شاب متهور يدعي العلم بكل شيء.. فاراد المعلم ان يبدأ بتلقين تلميذه الأمير درسا يعيد له قدرة تقدير الأمور كما ينبغي بوزنها وحجمها الطبيعي، لا كما يتوهم هو.
فطلب الحكيم إحضار فيل وجماعة من العميان، دون أن يخبرهم بأن ما أمامهم فيل حقيقي بلحمة وشحمه، ثم طلب معلم الأمير في الخطوة التالية من الرجال العميان ان يتحسس ويصف كل منهم ما لمس بيديه.. فمن لمس من الرجال قدم الفيل قال إنها جذع شجرة، ومن لمس خرطوم الفيل قال إنها مضخة مياه، وهكذا دواليك كل من لمس جزء من الفيل وصفه بما يوافق من مخزون ذاكرته.
لكن أعمي عجوزا واحدا امتنع عن مد يده للمس اي جزء من الفيل، واكتفي بالانصات لوصف نظرائه لما مسته ايديهم، بغرض بناء صورة ذهنية متكاملة اعتمادا على ما سمع من الآخرين.
وفي النهاية خلص الأعمى العجوز الي ان ما بالغرفة فيل.
تري هل تدرك آلية فولكر و ولد لبات ومن لف لفهم من مبعوثين دوليين الي جانب الفرقاء السودانيين من أعضاء النادي السياسي القديم.. أن ما بالغرفة فيل.. وان ما يبحثون فيه ليس أزمة عابرة، بل ان مايجري على الارض هو في الحقيقة ثورة مكتملة العناصر والشروط والاركان، بما يفوق تصوراتهم التي تفترض ان مجرد جلوسهم حول مائدة مستديرة او مستطيلة تضم اشتات “قحت” المتنافرة، إلى أعداء التغيير من بعض سدنة النظام الإخواني القائم الي يومنا هذا.. يكفي.
فالثورة أشبه ما تكون بعملية انفجار هائلة، تحدث بعد أن يكون شعب من الشعوب، قد تحمل بأكثر من طاقته اقتصاديا وسياسيا، بما دفعه لان يحطم ليس قيوده وسلاسله فقط، ولكن كل الحدود والسدود، توطئة لبناء اساس مختلف لمجتمع جديد.. مجتمع سيد وحر في النهاية.
لام.. الف
ايها المار ن بين الكلمات العابرة
احملوا اسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا.
حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا