المتابع للاحداث هذه الايام يرى بوضوح حجم الخطر على هذه البلاد وصل اي درجة ، وليس خطر داهم من جهات خارجية كما يتوهم البعض وهذا لا يعني استبعاد المحاور لكننا لا نريد ان نعلق ما مقبلين عليه من كارثة على اي محور خارجي ، على الاقل المشهد الظاهر من مراكز الصراع كل الذين يقفون خلفها من ابناء الوطن ..
الشاهد في الامر ما برز من احداث وما رصدته اجهزة الاعلام يشي بسحابة سوداء تظلل سماء الوطن والاحتمال الأقرب انها ستمطر لهب حريق لا يبقي ولا يزر وليس ” حصو ” كما اشار احد القادة في مخاطبة ما .. بعض الاحداث التي تبدو بسيطة لكنها تنطوي على خطر داهم والذي ينظر بعين فاحصة لا ينظر لها بحجمها الظاهر فقط بل الرابط بينها والدوافع من خلفها ، مثال ذلك الملاسنات الحادة بين حميدتي وبرطم داخل مجلس السيادة والتي تجاهل فيها اعلام المجلس السيادي الراي العام السوداني في حين انه اصدر توضيح لغياب اعضاءه من فطور رمضاني نظمه برطم بمنزله ولكن تجاهل البيان ولو باشارة للاطمئنان وتهدئة روع المواطن مثل ان يقول : هذه خلافات او نقاشات عادية في اطار دولاب العمل اليومي بين القادة بحيث يبعد عنها البعد التآمري لهذه التصرفات .. ولم تمض على هذه الحادثة سويعات حتى اعقبها حديث ” ترك ” الاخطر عن تهديد حميدتي لاهل الشرق وايضا هنا غاب الاعلام وتوقع المتفائلين بان يخرج بيان ينفي او يقول هذا التسجيل مفبرك لكن الصمت ثبت الواقعة ..
و الاهم من كل ذلك مسابقة الزمن من قبل عناصر النظام البائد بخروج قياداتهم من السجون وتجميع صفوفوهم بسرعة فضحت خطتهم لدرجة الاستخفاف بخصومهم وبداوا في استعراض قوتهم برسم خارطة برامجهم التي تشير الى سيطرتهم على البلاد كما كان الوضع قبل ١١ ابريل ٢٠١٩م تماما .. كما تحدثت مع احد القادة الشباب من الاسلاميين قلت له اذا كنتم واثقين لهذه الدرجة من سيطرتكم على البلاد مجددا هل فات عليكم قد يكون هنالك ” مايك فاتح ” مثل المايك الذي نقل ثرثرة محمد شوكت وابوبكر عبدالرازق ..
الحقيقة يا سادة الآن الذين يدور بينهم الصراع لديهم عناصر قوة مادية سلاح ، سلطة ، مال ، جيوش والرابط بينهم فقط انهم جميعا ضد التغيير الحقيقي واعتبروا انفسهم هزموا دعاة المدنية ودولة المواطنة واصحاب شعار ” حرية ، سلام وعدالة ، ” وانهم خلا لهم وجه ابيهم بعد ان رموا يوسف في الجب أي ” الحرية والتغيير ” .. وبعد ان انجزوا هذه الخطوة مع بعض الآن وقع الاختلاف في الغنائم وكل فريق بما لديهم فرحون وأي طرف معتبر نفسه بانه سيكسب .. لكنه صراع الفيلة الذي سيقضي على الحشائش ” الشعب ” .. لكن سبحان الله الراسخون في العلم يرون بأن هؤلاء الفيلة ما ينظرون له هو الطرف الاضعف سيكسب لا محالة وهو الطرف الذي لا يملك مال ولا سلطة غير الاكف والحناجر ..
لكننا نحن هنا نمارس اضعب الايمان ونقدم تعويزة النصر الحقيقي لاي طرف ومهما كانت اخطاءه اذا انحاز للشارع الحقيقي وبتجرد حقيقي قد يشفع له ذلك رغم تأخر الزمن او على الاقل سيتجنب خسائر فادحة …
على اي حال الذي سينزع فتيل هذا الليل الكالح اكيد عنده سر مع الله او جند من جنود الله مسلط ليضرب الظالمين بعضهم ببعض .. ربنا جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
” ما كان الله معذبهم وانت فبهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون “