الخرطوم . ترياق نيوز _ تقرير : عبدالباقي جبارة
لم يكن يوم السبت ٢٦ مارس ٢٠٢٢م يوما عاديا لدى المجتمع الصحفي في السودان وهم يلبون دعوة لجنة الاجسام الصحفية التي حددت هذا اللقاء لانتخاب لجنة تمهيدية تعد لجمعية عمومية تنتخب نقابة للصحفيين السودانيين في مدها اقصاها ثلاثة شهور من تاريخه .. حقيقة كثيرون كانوا مترددين وفي أنفسهم شئ من التخوف من الخلافات والمؤامرات التي تفسد الممارسة الديمقراطية لكن حصل العكس وجميع اجهزة الاعلام التي تناولت هذا الحدث لا تخرج من فحوى الخبر التالي :
في أجواء وصفها جل الحاضرين بأنها «ديموقراطية»، انتخب الصحفيون السودانيون أول لجنة تأسيسية تمهد لقيام نقابة الصحفيين، وذلك بعد أكثر من 30 عاما من حل آخر نقابة شرعية في البلاد، بعد استيلاء الرئيس المعزول عمر البشير على السلطة بانقلاب عسكري في يونيو (حزيران) 1989، وفي غضون ذلك حاول أشخاص مجهولو الهوية تخريب فعاليات الجمعية العمومية.
وعقدت الجمعية العمومية بالخرطوم اجتماعها أمس، بمشاركة أكثر من 600 صحافي من العاملين في الصحافة الورقية والقنوات التلفزيونية العالمية والمحلية والإذاعات، إلى جانب الوكالات الرسمية والمصورين.
وتتكون اللجنة المنتخبة من 15 عضواً، تمكنوا من إحراز غالبية الأصوات في العملية الانتخابية التي جرت بسلاسة، وشارك بالترشح والتصويت غالبية الحضور من الصحافيين، فيما شارك في الرقابة على الجمعية العمومية خبراء نقابيون، وممثلون من اللجان التمهيدية للأطباء والمحامين والمهندسين.
وعقب انتصار ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019، انقسم الوسط الصحفي إلى ثلاثة أجسام، قبل أن يتقدم صحافيون بمبادرة لتوحيد الكيانات، عبر عقد جمعية تتيح المشاركة لكل الصحفيين السودانيين بالداخل والخارج.
في غضون ذلك، تهجم شخص مجهول الهوية، يرجح صلته بالنظام المعزول، على الصحفيين في المنصة وهو يحمل سكينا، وحاول الاعتداء على الحاضرين، لكن تم التصدي له بقوة من قبل الصحفيين فلاذ بالفرار.
وسبق انعقاد الجمعية العمومية إجراءات حصر وتسجيل الصحفيين بداخل وخارج البلاد، استمرت أكثر من أسبوعين لضمان مشاركة أكبر عدد منهم، وتأسيس نقابة تمثل الجميع.
وشارك في الجمعية العمومية لتأسيس النقابة صحافيون وصحافيات، يمثلون أجيالا وأعمارا مختلفة في كل الوسائط الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، من بينهم أعضاء في النقابة السابقة.
وقال عضو اللجنة التمهيدية المنتخب، الصحافي عبد الحميد عوض، إن انعقاد الجمعية العمومية للصحافيين السودانيين «هو يوم تاريخي للصحافة السودانية، لأن أكثر من 80 في المائة من المشاركين فيها حرموا من هذه التجربة، بعد التغييب المتعمد للنقابة في ظل النظام المعزول». مبرزا أن هذه «أول مرة أرشح فيها وأنتخب، وذلك بعد أكثر من 20 عاما من عملي في الصحافة»، واعتبر انتخاب اللجنة «خطوة كبيرة تمهد لاكتمال قيام أول نقابة للصحفيين في الشهور المقبلة».
ويتطلع عوض إلى أن تعمل اللجنة على تأسيس نقابة مهنية مستقلة مع بقية النقابات الأخرى في جميع القطاعات المهنية، تقف على مسافة واحدة من كل المنظومات السياسية والاجتماعية في البلاد، على أن تكون اللجنة التمهيدية منحازة لرغبات الشعب السوداني في تعزيز الحكم الراشد، وتصطف في الدفاع عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان وحرية التعبير، وأن تكون نقابة الصحفيين جزءا من معركة لاسترداد ودعم التحول الديموقراطي والتداول السلمي للسلطة في البلاد، والقيام بدورها كسلطة رابعة في الرقابة على السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية.
من جهته، قال عضو اللجنة المنتخبة، أحمد خليل، إن انعقاد الجمعية العمومية للصحفيين «تم في وقت تمر فيها البلاد بأزمة سياسية، صاحبها كبت للحريات وتضييق على الصحافيين أثناء ممارسة عملهم، وانتخاب لجنة تمثل كل الصحفيين في هذا الوقت يمثل خط دفاع عن المهنة». مضيفا أن مهمة اللجنة المنتخبة تتمثل في التحضير لإجازة النظام الأساسي، وميثاق الشرف الصحفي، وحصر وتسجيل العضوية، والإشراف على عقد المؤتمر العام لانتخاب النقابة خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر. موضحا أن اللجنة المشتركة التي تكونت من الأجسام الثلاثة وأشرفت على عقد الجمعية العمومية «استطاعت أن تقوم بعمل كبير بجمع غالبية الصحفيين العاملين في أجهزة الإعلام المختلفة للمشاركة في حقهم لتكوين النقابة».
مشاهدات :
الحضور :
كان الحضور للوسط الصحفي امس الذي تتداعى بمختلف مشاربه في حد ذاته انجاز يحسب للجنة التي وقفت على الاعداد لهذا اللقاء وكانت في هذا اللقاء اشارة واضحة بان القاعدة الصحفية ما زالت متماسكة وانها بخير ويمكن ان تسند بعضها البعض .
_ انتهت فزاعة الاقصاء :
بهذا اللقاء الذي األتأم امس انتهت فزاعة الاقصاء والتصنيفات من حيث الانتماء حيث لم يتم استبعاد اي صحي أي كان الجهة التي ينتمي لها واكبر دليل على ذلك اغلب اعضاء اتحاد الصحفيين في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير كانوا حضورا بل حتى حق التصويت والترشح لم تضع له اي شروط تبعد احد .
_ لجنة الاعداد :
لجنة الاعداد :
من خلال اللقاء بدأ جليا الجهد الذي بذلته لجنة الاعداد المشكلة من الاجسام الصحفية الثلاث رغم وجود قصور في بعض الجوانب مثل عدم نشر الكشوفات في لوحات الامر الذي اخر انعقاد اللقاء وعدم وجود خدمات في مقر انعقاد اللقاء لكن الاسباب معروفة وهي قلة الامكانيات والظروف القاسية التي عملت فيها اللجنة .. ويحفظ لها التاريخ انها تراجعت عند المغنم ولم تتقدم لنيل مواقع في اللجنة التمهيدية وتجسيدا للممارسة الديمقراطية لم يترشح الاقرع واحمد عوض واحمد يونس وغيرهم رغم ان هذا الحصاد نتيجة لزرعهم بل حتى عندما لم تحصل رابعة ابوحنة على اصوات كافية لدخول اللجنة التمهيدية كانت اكثر سعادة واول المهنئين للفائزين ومعلوم الجهد الذي بذلته لانجاح هذا المشروع .
قوى الردة :
اقتحم شخص مجهول الهوية للمنصة بدواعي انه صحفي ولم يتم تسجيله والان مصر على اعتلاء المنصة وتنصيب نفسه امين عام للصحفيين ولكن فطن الصحفيين لمخططه بانه مدفوع من جهة لافساد هذا اللقاء .. وحاولوا التعامل معه بالحسنة ولكنه تمادى ونزع الخلفية من الحائط بل حاول ان يهد الصيوان على رؤوس الحضور بنزع احد المواسر وعندما اشتد عليه الحصار حاول ان يخرج سلاحه ولكن ولى هاربا في نواجهة صمود الصحفيين .. وحسب صفحة الزميلة شمائل النور بفيس بوك بان بطاقة المعتدي تقول انه يتبع لامن المدرعات ..وبحمد عاد الهدوء ومضت الجمعية بكل يسر واختتمت باهازيج ثورة ١٩ ديسمبر ..
انتخاب اللجنة :
حقيقة انتخاب اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين كان نموذجا للممارسة الديمقراطية الخالية من المؤامرات واللعب الخشن .. وكانت فيه اشارة بأن الصحفيين لم ينظروا لتاسيس النقابة من زاوية حزبية والدليل على ذلك لم يكن هنالك اي تكتل لفوز مرشح محدد ولذلك جاءات اللجنة من الصعب أن تطلق عليها اي تهمة حزبية .. بل تم ترشيح حوالي الاربعين مرشح ومرشحة وحتى تخوفنا من ان يدخل اللجنة ليس بصحفيين او اناس غير معروفين في الوسط لكن نتيجة التصويت افرزت مجموعة خيرة مشهود لهم بانتماءهم الحقيقي للمهنة ونال ثقة الحضور بانهم سينجزوا المهمة كما خطط لها وهم :
اعضاء اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين السودانيين المنتخبة
1/ عثمان شبونة
2/ على فارساب
3/ عبدالحميد عوض
4/ عبد المنعم ابو إدريس
5/ وليد النور
6/ سلوى غالب
7/ سيد أحمد إبراهيم
8/ أحمد خليل
9/ حمد سلمان
10/ امتنان الرضي
11/ مصطفى مختار
12/ راشد عبد الوهاب
الاحتياطي
13/ امتثال سليمان
14/ عبد الوهاب موسى
15/ سارة إبراهيم
بهذا الانجاز لقد قطع الصحفيون شوطا كبيرا في الوصول لنقابة تضع حدا لحالة الشتات والفرقة التي عاشها الوسط الصحفي .. ولكن الحقيقة بأن مهمة هذه اللجنة لن تكن سهلة وان متاريس كثيرة ستواجهها فهي حوجة ماسة لمساندة القاعدة الصحفية لها ومؤازرتها وتسهيل مهمتها حتى تصل للهدف المنشود بإذن الله .