،، لو أن هذا النظام لم يبد من سوء فعال تنم عن سوء تقدير وتدبير، بل وسوء طوية، سوي هذا الذي اغترفت يداه، وسطره بيمينه في سفر التاريخ، في مائة يوم ليس ثمة مثلها في تاريخنا القريب علي الاطلاق.
،، مائة يوم استباحت فيها الة القمع حرمات الأسر والبيوت والمساجد والجامعات، مائة يوم سعي خلالها هذا النظام المترنح لزعزعة امن الآمنين ولترويعهم بشتي حيل التنكيل المروعة، وأساليب البطش الاعمي، لهدف واحد في تقديري هو هدف اعادة زرع اسباب الخوف من جديد في هذه النفوس الابية التي باتت عصية علي الانكسار.
،، انها نفوس كسرت حاجز الخوف بالفعل علي قارعة طرق المدن البعيدة التي التقطت قفاز التحدي منذ الثالث عشر من ديسمبر الماضي، بل حتي قبل ان يستقوي قلب العاصمة الخرطوم التي طردت هي كذلك شبح الخوف الذي جثم علي صدرها بعد أحداث سبتمبر ٢٠١٣ التي راح ضحيتها نحو مائتي شهيد علي طرقات هذه المدينة الوديعة المسالمة بدم بارد لم يحرك ساكن الضمير الوطني والانساني في الداخل والخارج كما ينبغي.
،، ان الكوابيس التي ظلت تحاصر الخرطوم لمائة يوم ، يحركها جنون (التاتشرات) المعربدة، ويغذيها علي نحو غريب وجود اشباح ملثمين لا تدري من أي كوكب جاءوا ..يمارسون بطشا مقززا بحرائر النساء علي غير عادة واعراف وتقاليد اهل السودان.
،، انها مائة يوم في ظني .. لو لم يفعل هذا النظام سوي ما فعل فيها فحسب، فإنها تكفي وتزيد مدعاة ..لان يذهب هو اليوم قبل الغد غير مأسوف عليه بالضرورة، بل ومكللا بالعار، مشيعا باللعنات لا محالة.
وتسقط بس
مارس /2019
(-) نعم ما أشبه الليلة بالبارحة
هكذا صور قلمي واقع الخرطوم في مثل هذا الشهر قبل ثلاثة أعوام بالتمام والكمال.
لكن واقع الخرطوم التي تسجل اليوم أعلى معدل تناسل للقبور.. قبور الشهداء الذين سقطوا منذ ٢١ من أكتوبر الماضي.. لقد فتح هذا الانقلاب اللعين بضعا وثمانين قبرا اي نحوا من تسعين في غضون أربعة أشهر فقط.. بينها ١٣ قبرا لاطفال قصر لم يبلغوا رشدا،َ ناهيك عن آلاف آلاف الجرحى والمصابين.
تري كيف ولماذا تنامت كوابيس الخرطوم التي ازدادت اليوم بعد ثورة عظيمة مباركة.. كوابيسا على كوابيس ليلها الحالك في ظل نظام الاخوان المباد؟