الخرطوم / ترياق نيوز
لم تكن الأزياء هي شغفها الأول، ولا حلمها البعيد، بل كان طموحها أن تبقى في مصاف الكبار من العائلة التي تضم الأطباء والقانونيين والمهندسين، لكن “نفيسة” الشابة التي درست في كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان، اختارت أقرب المجالات للمكانة الاجتماعية وهو مجال التصميم المعماري، وبينما كانت تسعى في هذا الدرب من الفنون المناسبة لمجتمعها، لم يخترها التصميم المعماري، بل اختارها مجال تصميم الأزياء.
معارك وتحديات
نفيسة حافظ (25 عاما)، شابة سودانية تخرجت في قسم تصميم الأزياء بكلية الفنون الجميلة بجامعة السودان عام 2015، في بلاد تشتهر بـ”الثوب” والجلابية السودانية، فبدأت نفيسة معركتها في اقتحام مجال الأزياء.
“نوسي” (Nucy)، هي أول علامة لخط أزياء سوداني، يحمل الثقافة السودانية والإرث الأفريقي ممتزجا مع الحداثة والتطور اللذين فرضا على المجتمع السوداني إبان ثورة 2019.
البداية التي شهدت العديد من الصعوبات لنفيسة، اعتبرتها الشابة العشرينية مرحلة للتعلم، فهي صاحبة تجربة فريدة في عالم الأزياء، فحتى الأخطاء لم تحسبها نفيسة أمورا توقفها عن مسيرتها، بل كانت تشجعها على المزيد من الاستمرار والتقدم.
عدم انتشار ثقافة الموضة في السودان، كان العائق الأكبر أمام نوسي، فضلا عن رفض فكرة عروض الأزياء، وصعوبة وجود عارضات أزياء، كانت جميعها أمور أثرت بصورة كبيرة على تقدم المشروع، لهذا كان ضروريا لنفيسة أن تبحث عن بديل، وكان بديلها هو “المسار”.
احتفظت نفيسة ببهجة التصاميم من خلال الإكسسوارات المصاحبة لها (مواقع التواصل)
“المسار”.. فيلم يحاكي تجربة
“المسار” تجربة جديدة تخوض بها نفيسة دربا من دروب الموضة العالمية، فقد اختارت لعرض مجموعتها الجديدة لصيف 2022، ألا تكون ضمن عروض أزياء، أو جلسات تصوير فوتوغرافية، لكنها ارتأت تجربة أشمل، كما تقول نفيسة حافظ للجزيرة نت “المسار فيلم سينمائي صامت له قصة وسيناريو وأبطال، يحمل بين طياته قصة الملابس التي تم تصميمها بوحي من التراث السوداني الذي له خصوصية متفردة، ربما لا يعرفها أهل السودان أنفسهم”.
فاز فيلم المسار بجائزة “سواحيلي فاشن ويك”، في أول مشاركة لدار أزياء نوسي في أسبوع الموضة الأفريقية.
وتواصل نفيسة حديثها للجزيرة نت، مؤكدة أن التنوع العرقي والقبائل المتعددة في السودان تسمح بآلاف الأفكار والتصاميم التي لم تكتشفها بيوت الأزياء العالمية، واكتفت بما هو متاح ومتعارف عليه من التصاميم الأفريقية.
الصحراء والألوان
اختيار ألوان الأزياء في فيلم المسار لم يكن وليد الصدفة، فقد اختارت نفيسة الألوان الحارة التي تعبر عن سخونة أفريقيا، وبرغم الحداثة الغالبة على الأزياء وتصميماتها، إلا أن الروح الأفريقية لم تغادر تصاميم نفيسة، التي اعتمدت على لون واحد في كل تصميم من دون تداخل الألوان المعروف عن أزياء القارة السمراء، لكنها مع ذلك احتفظت ببهجة التصاميم من خلال الإكسسوارات المصاحبة لها، التي امتزجت هي الأخرى بروح القبائل السودانية الصحراوية.
اختارت نفيسة صحراء دارفور ليتم بها تصوير مشاهد فيلمها “المسار”، لتشهد الأرض التي عرفها العالم من خلال الحروب، تاريخا جديدا، يكون الفن فيه رسالة سلام للعالم أجمع كما تتمنى نفيسة وفريقها.
المصدر : صحيفة الكترونية