أصدرت قيادة الجيش السوداني توجيهات غير مسبوقة لقيادة منطقة وادي سيدنا العسكرية شمالي أم درمان، بإخلاءها من اي طائرات حربية مقاتلة والعمل على اعادة تمركزها في شمال كردفان بقاعدة شيكان الجوية بالابيض.
ونفى مصدر سياسي مطلع ان يكون السبب له اي علاقة مباشرة بالانباء التي رشحت في وسائل التواصل الاجتماعي عن توتر العلاقة بين قادة المكون العسكري من طرف القوات المسلحة او قائد الدعم السريع او بسبب التحركات الخارجية التي ينشط فيها الفريق محمد حمدان حميدتي في اثيوبيا او ابوظبي او موسكو الشهر الماضي.
واضاف المصدر طبقا لـ”مونتي كاروو”بان هذه الخطوة ربما جاءت في سياق الاستعدادات المعتادة لموسم الصيف القادم حيث توفرت معلومات مبكرة عن احتمال نشاط مسرح الحرب الغربي في دارفور من طرف المتمرد عبد الواحد او عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان ولهذا تم انتخاب الابيض كمركز دعم جوي متقدم للدفاع عن المدن السودانية. وان الوضع الحالي ربما يشابه ما قامت قوات الجبهة الثورية الى مناطق شمال كردفان (الله كريم، ام روابة، ابوكرشولا) في صيف ٢٠١٣م.
لكن مصادر عسكرية أخرى، استبعدت هذه الفرضية، وقالت ان هنالك عمل عسكري لقوات الدعم السريع داخل الخرطوم، خاصة وأن هناك قوات تتبع للدعم السريع تتواجد في معسكر جبل سركاب بالقرب من معهد المدرعات وقاعدة الشهيد مختار الجوية بمنطقة وادي سيدنا العسكرية.
وعقد الفريق أول محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان اجتماعاً مع هيئة القيادة وقادة الوحدات العسكرية الاسبوع الماضي وكان من أهم من مخرجات هذا الاجتماع، ما تم في قاعدة الشهيد مختار محمدين الجوية بمنطقة وادي سيدنا امس الاول بأن يذهب الطيران المقاتل الى قاعدة شيكان بالأبيض، وبالفعل تم تنفيذ ذلك وغادرت جميع الطائرات الحربية وارتكزت في القاعدة الجوية في مدينة الأبيض.
ولم تكن تلك هي المرة الاولى التي يتم فيها نقل الطائرات المقاتلة من قاعدة وادي سيدنا العسكرية الى قاعدة شيكان بالابيض فقد سبقتها خطوة مماثلة في يونيو من العام الماضي على خلفية التوترات التي جرت بين الجيش والدعم السريع والتي انفردت مونتي كاروو بنشرها .
وكشفت مصادر أخرى لمونتي كاروو ان المخابرات المصرية سربت معلومات للجيش السوداني حسب ما توفر لديها ان الفريق أول محمد حمدان حميدتي قائد الدعم السريع ونائب البرهان، عقد اجتماعات على هامش زيارته لروسيا مع شركة (فاغنر) الروسية بهدف الاتفاق معها والحصول على دعم منها في عمليته التي سوف يقوم بها في السودان لإستلام السلطة.
جدير بالذكر ان قوات الدعم السريع لديها علاقة تبدو استراتيجية مع شركة فاغنر الروسية وقد شاركت معها في اعمال تدريبيه تكيتيكة في غرب ووسط افريقيا في جمهورية افريقيا الوسطي وفي مسرح عملياتي في ليبيا عند دعمها لحفتر في فترات متقطعة من 2015-2020م
واضافت المصادر ان توقف الفريق حميدتي بالقاهرة عند عودته من روسيا جاء بطلب من القيادة المصرية لتحذيرة من مغبة اي خطوة من جانبه من شأنها تعقيد الاوضاع في السودان .
وبحسب صحيفة العربي اللندنية فان اللقاء الذي جمع بين اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية مع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو في القاهرة الأربعاء الماضي تطرق إلى الحديث بشأن ما أثير أخيراً، خلال اتصالات بين المسؤولين في مصر ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، بشأن تحركات لحميدتي تهدف لإزاحة البرهان واستبداله بشخصية عسكرية أخرى، في محاولة لتجاوز ضغط القوى المدنية والثورية.
وكانت تقارير الاستخبارات العسكرية قد اشارت الى وصول 6 حاويات الى قوات الدعم السريع الشهر الماضي ، قالت انها عبارة عن اجهزة اتصال حديثة تبين لاحقا انها تحتوي ايضا على طائرات مسيرة بدون طيار (درونز) قادرة على حمل صواريخ موجهة بالليزر قادمة من دولة يرجح انها عربية.
ومنذ العام 2020 كان للطائرات المسيرة بدون طيار تأثير حاسم في ثلاث حروب، حيث نشرت الإمارات طائرات بدون طيار صينية الصنع من طراز Wing Loong في ليبيا لدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حيث اشتهرت بضرباتها المميتة باستخدام صواريخ Blue Arrow ، وردت تركيا بدعم قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً في ذلك الوقت ونشرت أسطولاً من الطائرات بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 التي دمرت معظم أنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع للجيش الوطني الذي يتزعمه حفتر مما أجبره على إنهاء حصاره للعاصمة طرابلس واستخدمت طائرة البيرقدار التركية كذلك من قبل أذربيجان في حربها مع ارمينيا واستطاعت ترجيح كفتها كما ساعدت تلك الطائرات القوات الاثيوبية في الحد من تقدم مقاتلي قوات التيقراي نحو اطباق الحصار على العاصمة اديس ابابا.