في مفترق طرق العالم الأخير، اختارت دولة الأمارات العضو غير دائم العضوية بمجلس الأمن.. وبشكل مفاجيء أمس الجمعة الامتناع عن التصويت لصالح بيان تتبناه واشنطن الحليف الرئيسي لأبوظبي.. يدين غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاوكرانيا.
و بطبيعة الحال ففي مثل هذه اللحظات الفارقة والحرجة جدا.. لا يفهم ببساطة كيف ولماذا؟! اتخذت أبوظبي موقفا يبدو حذرا او محايدا من حدث سيكون له لا محالة تأثيره المستقبلي على خارطة التحالفات الدولية.
بل أن الموقف الأماراتي بمجلس الأمن ربما يفسر الان لماذا كانت الولايات المتحدة قد أبدت مبكرا نوعا من القلق لمجرد زيارة وزير الخارجية الأماراتي عبدالله بن زايد في نوفمبر الماضي الي دمشق للقاء حليف روسيا المفضل الرئيس بشار الأسد في خطوة يعتقد انها ترمي لكسر عزلة النظام السوري عربيا على الأقل.
أما سودانيا فقد بدا لافتا أن زيارات الرجل الثاني في نظام الخرطوم الانقلابي محمد حمدان دقلو الأخيرة قد اقتصرت على عواصم افريقية مقربة الي دولة الإمارات على رأسها العاصمة الاثيوبية التي يخوض السودان حربا ضدها بمنطقة “الشقة” الحدودية.
فأديس أبابا جنب دعم إماراتي روسي مزدوج رئيس وزرائها ابي احمد مغبة السقوط الذي كان قاب قوسين او أدنى.
ثم “جوبا” التي تواجه هي كذلك ضغوطا غربية وعقوبات فردية أمريكية طالت رموزا من نظامها شبه العسكري.
لكن تظل زيارة دقلو “اخوان” الي العاصمة الإماراتية مؤخرا التي حفت بمظاهر حفاوة بالغة ونادرة.. هي الزيارة الأهم لرجل النظام القوي “حميدتي” قبل أن يحط عصا ترحاله بموسكو في ظرف معقد ودقيق للغاية.. وضع فيه “بوتين” نفسه في عين عاصفة دولية عاتية ربما تعصف بمصالح اخرين التفوا حوله.. لوح الرئيس الأمريكي “بايدن” امس بعصا غليظة فوق رؤوسهم.
فالسودان الان بات في طريق متداعي ليس بعيدا عن تاثيرات العاصفة التي ربما تضعه أمام مفترق طرق جديد.