منذ نشر الاعلان في بعض الصحف بأن رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي الاستاذ بابكر فيصل هارب أو أخفى نفسه للحيلولة دون القبض عليه .. لم اعر ذلك اهتماما فتلك تصرفات المرجفين .. ولكن ظل بعض الشامتين يبعثون لي نسخ من ذاك الاعلان في الخاص بالطبع هؤلاء كلهم من ” ابواق ” الانقلاب الأخير كما كانوا أبواق لنظام الانقاذ البائد .. بالتأكيد الهدف من هذا الارسال السخرية والتهكم باعتبارنا محسوبين على هؤلاء المناضلين .. بالطبع ” هذا شرف لا ندعيه وتهمة لن ننكرها ” ..
لكن في حقيقة الأمر لم يقلقن هذا الاعلان البائس وهو يعبر حقيقة عن بؤس من نشره ومن روج له ، لأن عبقريتهم لم تنتج جديد يلفت الانتباه وهم اصلا ليس لديهم عبقرية سواء التكرار الممل ويحاولون به اسقاط ما اوجعهم على اعداءهم ..
بالتأكيد مثل هذه الممارسات من الانقلابيين أو الذين سطوا على إرادة الشعب بليل أمر طبيعي وليس بجديد وهم اصلا لديهم تاريخ ممتد في محاولة ممارسة الاغتيال الشخصي في السعي للانتصار على الخصوم والنماذج في ذلك كثيرة من غير البلاغات الكيدية هنالك رسم صورة للخصم تظهره جبان ورعديد وممكن يفعل أي شئ لسلامة نفسه .. مثال ذلك مع بداية انقلاب عمر البشير المشؤوم روج كثيرا في اعلامهم بأن الامام الصادق المهدي رحمه الله خرج متخفي في ملابس نسائية عن طريق الحبشة بل تخصصت أحد صحفهم تخوض في خصوصياته والهدف معروف هو الاغتيال الشخصي له ولغيره من خصومهم السياسين . . الآن يعيدون نفس المسرحيات ..
وما دروا بأن هؤلاء الشباب مدرسة ” الحسين ” شهيد المنافي .. ثم حتى واقعنا المعاش يشهد على تجرد هؤلاء الشباب رفيعي المقام وهم امتداد لاتحاديين خلص ، ونحن لا نلوم اعداء الاتحاديين المعروفين تاريخيا .. ولكن قدر هؤلاء الشباب أتى بهم في عهد أشباه الاتحاديين اكلوا ” المبادئ والصوابع ” مع بعض ولم تغنهم عن التذلل للدكتاتوريين والشمولين في انتهازية بشعة وصلت بهم ان يطعن الشقيق شقيقه في ظهره ليرضي المستأجر لهم ..
نعم أمر طبيعي أن يروج أزلام النظام البائد لمثل هكذا اعلان لكن لا يعقل من يدعي وراثة مبادئ الازهري والحسين والزين وقادة الحرية والديمقراطية ويدعي أنه اتحادي أن تنشرح نفسه ويفرح بأنه يروج لاعلان مطلوب فيه شقيق مثله ، الحقيقة أنه ليس مثله .. لأن هؤلاء الاشاوس الذين يقودون التجمع الاتحادي منحوا هذا الإرث حقه وزادوا بريقه ومنحوا الأمل للاجيال التي تحلم بالحرية والسلام والعدالة …
انظروا لكل قادة التجمع الاتحادي الذين كانوا في حكومة الثورة بأن كل التهم الموجهة لهم بأنهم قالوا لا للانقلابين في وجوههم .. حيث خرجوا من السلطة أكثر فقرا من ما كانوا عليه فمنهم من ضحى بوظيفته في الدول الغنية ومنهم من ترك تجارته ليؤدوا واجبه الوطني فكيف يتهم في ذمته من كان عضو في مجلس السيادة بمثابة رئيس جمهورية فخرج يركب المواصلات مع عامة الشعب مثل محمد الفكي سليمان وهو يسكن في منزل العائلة . وبابكر فيصل الذي لم يقترب من اي شبهات وهو اصلا منزل اهله يبتعد عن القصر الرئاسي امتار فكيف يهرب ومن ماذا يهرب .. وهذا ليس المهم .. ما يهمنا هنا هو أن نجد من يدعي أنه اتحادي ويروج لهذه الاكاذيب ويفرح لها وهو متخذ شقيق مثله عدوا له ..
والله لا نقصد هنا ان نجامل من أفسد ولو التهمه موجه لشهيد المنافي الذي اغلق شركة شقيقه لأنه تسنم زمام وزارة المالية وحرم على أسرته التجارة طالما هو في كرسي السلطة .. لكننا نعلم بأن الذين يستهدفون هؤلاء الشباب قادة التجمع الاتحادي أما حسدا من عند انفسهم لأنهم أصبحوا انشودة الثورة والثوار بل فرضوا الفطامة القصرية لدعاة الاتحادية الذين ما زالوا يحلمون بدكتاتور أو حاكم عسكري يفسح لهم حيز لمائدته مقابل لعن تاريخهم ويكونوا له حاضنة ديكورية .. لكن هيهات لهم هذه عهود قد قضت نحبها ولن تعود .. لأن ثورة ديسمبر قالت كلمتها على لسان هؤلاء الخلص ” الردة مستحيلة ” وإن طال ليل الانقلابين ..
وطعنكم للاشقاء الانقياء سيرتد اليكم …” ماك الوليد العاق لا خنت ولا سراق ” .. لن تنالوا من رفعوا هذه الراية .. ابدا .. وتلك ” امانيكم ” بل وأمانيهم .. !!