لو حاولنا أن نحسن الظن قليلاً او تحدثنا إلى العقول مباشرة سنجد أن هنالك كثيراً من المشتركات التي تجمع اليسار السلفي كما وصفه “الإمام الصادق المهدي” عليه رحمة من الله ورضوانه(الحزب الشيوعي) مع التيار الإسلامي خاصة بعد خروج الأول من قوى اعلان الحرية والتغيير.
فالأول كنا نظن أنه أتى برئيس الوزراء المستقيل دكتور ” عبدالله حمدوك” والأخير قد بلع الطعم بحيث أن الرجل احمر فاقع لونه ولكن لم يلبسا قليلاً حتى اتفقا على إسقاط حكومة “حمدوك” وهنا ربما نحسن الظن شيئاً ما إذا قلنا ان الإسلاميين وخصومهم في اتجاه اليسار قد جمعتهم الصدفة رغم أن المشروعين يشكلان النقيض السياسي والايدولجي بل وقد ظل الوغى بينهما في أعلى معدلاته منذ حادثة معهد المعلمين التي أخرجت الحزب الشيوعي من دائرة التأثير حتى حين ميسرة.
*ولكن لو نظرنا من علي الآن لوجدنا أن الحزب الشيوعي الذي عرف بموقفه المتزمت تجاه التيار الإسلامي هو أكثر التيارات حرصاً على تلبية اشواق “الكيزان” بعيداً عن ما قيل قديماً (ان المصائب يجمعنا المصابينا) فقد تجدهما يهتفان ضد بعضهما ولكنهما يتفقان على ذات الشعارات وكأنهما صنوان .
فكأنما تجربة الاجماع الوطني التي جمعت حزب المؤتمر الشعبي والشيوعي ضد المؤتمر الوطني إبان الانقاذ تعاد الآن ضد البرهان خاصة وأن الطرفين موقفهما ضد التطبيع مع “إسرائيل” أقل أن توصف بالتزمت والتطرف اضف الى ذلك موقف المؤتمر الشعبي الظاهري ضد الانقلاب بعد تجربته المريرة تلك وكذلك تجربة الشيوعي التي هي أكثر مرارة في 1969.
*نعم الشارع الآن يجمع ويفرق ولكنه جمعهما في صف واحد اللهم الا عندما ينادي الاسلاميون بالانتخابات وفي ذلك ينأى الشيوعي بنفسه ويفر بعيداً وفي مرات يصمت الاسلاميون عنها كموقف تكتيكي حتى لا يفقدوا تيارا مسانداً لهم ويقف معهم في صف واحد ملبياً شعاراتهم وأشواقهم وسط الجماهير.
اذاً الاشواق الآن قد جمعت هذين النقيضين ولكن سيصبح الأمر عسيراً عندما تقام الصلاة فأيهما يؤم المصلين؟؟ فكلاهما لا يرى في الآخر شروط الإمامة وحينئذ سيتقدم طرف وينسحب الآخر ومن ثم نعود إلى ذات نقطة الانطلاق.
وبخروج الشيوعي من الحرية والتغيير مثل الذي فر من الموت فوقع فيه.