المؤتمر الصحفى الذى عقده المجلس المركزى للحرية والتغيير حاول ان يجاوب من خلاله المتحدثون على مايخطط له مركزى الحرية والتغيير الذى أزيح عنوة من السلطة فى انقلاب 25اكتوبر،لكن دعونى هنا اقول انه بمجرد عقد مؤتمر صحفى للحرية والتغيير فى هذا الظرف يعد خطوة موفقة فالمؤتمر بقدر ما أنه فتتح الباب ليفهم الشارع السودانى ماذا تريد الحرية والتغيير فإنه يشير إلى أن ثمة انفراج حاصل فى الواقع من حيث الحريات مقارنة بالأيام التى أعقبت الانقلاب ، فظروف عودة الدكتور عبدالله حمدوك إلى سدة الحكم رئيسا للوزراء سمحت لأن تعود الحريات ولو بشكل ضئيل مقارنة مع أيام الكبت التى ادخلت ياسر عرمان ورفاقة للسجن، بالعودة للمؤتمر الصحفى للحرية والتغيير فإنه كان قد أرسل رسائل مهمة للثوار الذين خرجوا فى 19 ديسمبر مفادها أن وجود قيادة للحراك الثورى عملية مهمة لأفكاك منها مهما بلغ حجم الاختلاف بين مكونات الشارع الثائر وبالتالى يمكن لأى تحرك قادم أن تكون الحرية والتغيير مظلته السياسية ،فى الوقت نفسه فإن العبارات التى وردت فى المؤتمر الصحفى بعضها قفل الباب أمام الحوار مع حمدوك وهذا أمر غير مقبول فى العمل السياسي ،صحيح أن حمدوك ساند الانقلابيين وشاركهم ولكن بالحوار معه يمكن أن تقنعه الحرية والتغيير برؤيتها السياسية ويمكن أن تتحدث معه فى إطار رفضها للاتفاق السياسي المعيب الذى وقعه حمدوك مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش بالطبع هذا الاتفاق لايلبى أشواق الشعب السودانى ولكن يمكن أن يثور الشارع معضدا لحوار جدى ذى مصداقية يوسع اتفاق البرهان وحمدوك ويحوله من إطاره الثنائي إلى رحاب شموليته لكل قوى الثورة.طبعا خطوة مراجعة مأتم تشييده من بناء وطنى فى حكومة الحرية والتغيير ما قبيل الانقلاب مهم جدا لانه يفتح الباب لحمدوك أن يراجع مواقفه لان الحكومة التى انقلب عليها البرهان قدمت أداء جيد فى بعض المحاور واخفقت فى محاور اخرى،
لكن الضرورى أن تشمل المراجعة جدوى ماحققه الحراك الثورى فى الشارع وان يكون شريك فى هذا العمل الفاعلين من لجان المقاومة والتنسيقيات فالفرصة مازالت ذهبية والمعادلة الكسبية ألوطنية يمكن أن تتحقق.