X
    Categories: اعمدة

عبدالباقي جبارة .. ” فزع الحروف ” .. على الجنرالين ” برمة وصديق ” العودة لثكناتهم .. رأفة بشباب هذا الحزب العملاق !!

في وقت مضى والمشهد السياسي في السودان كان اخف وطأة من الآن ، لكن حالة الإرتباك هي هي ، رغم وجود بقايا من حكمة بحياة الامام الصادق رحمه الله ، غير أن الآن قد فقدت البوصلة والحكمة معا .. حينها كان علي أن اكتب تقريرا لصالح الغراء صحيفة الوطن فأتصلت بأحد القيادات السياسية وهو من بيت انصاري قح فسألته عن موقف حزب الأمة القومي من الحدث الماثل حينها فقال : من الثوابت عند حزب الأمة القومي أن يضع ” بيضة ” تحت كل دجاجة حاضنة متى ما فقس البيض واخرج سواسيو ” كتاكيت ” قال أنها ملكه ” . وإن صحت هذه المقولة أو كذبت فلن تحط من قدر هذا الحزب وتاريخه الطويل وجماهيرته الكبيرة شئ.. ولا ينكر أحد ما قدمه شباب حزب الأمة من تضحيات ،وموقفهم الأبلج من ثورة ١٩ ديسمبر ،فهم من صناعها وحراسها .. ولكن وآه من لكن كأن هذه الثورة تصرخ وتردد الحديث الشربف ” نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ ” .. المواقف الماثلة الآن ومنذ قرارات ال ٢٥ من اكتوبر الماضي وهي إنقلاب كامل الدسم وإن تحايل عليها بالالفاظ .. فحزب الأمة القومي شغل الرأي العام كثيرا بتعدد مواقف قياداته .. صديق الصادق إعتقل ضمن قيادات الحرية والتغيير وموقفه واضح وكذلك نائبة الرئيس مريم المنصورة نافحت من خلال اجهزة الاعلام ضد قرارات البرهان في حين ظلت تخرج بيانات من مؤسسات الحزب مناهضة للانقلاب تجد قمة قيادة الحزب ممثلة في اللواء معاش فضل الله برمة ناصر إن لم يكن من صناع الإنقلاب فهو طباخ ماهر في غرفة تجميل وجه الانقلاب وبالطبع تماهي الفريق صديق لا يحتاج شهود .. لكن ما يهمنا هنا موقفين أولهما للواء م برمة الذي يسأل عن حضور مواكب الثوار بانها أتت القصر ماذا تريد ؟ ثم قال الفريق صديق اسماعيل خلال برنامج حواري بقناة النيل الازرق بأن الشعب السوداني ذهب للقيادة العامة وهو من أتى بالبرهان . . كلام غريب وعجيب على الاقل مثل هذا الاسفاف لا يتناسب واعمار هؤلاء القادة كأنهم لا يعلمون كمية الغضب والحنق الذي يثيرونه في نفوس هؤلاء الشباب وذلك يؤكد انفصال هؤلاء القادة عن قاعدتهم او عضويتهم الحقيقية ، وكأنهم لا يعلمون بأن من ثوابت هذه الثورة عدم تقديس الاشخاص أو التمسك بهم بقدر تمسكهم بالفكرة ولا أعتقد بان برمة وصديق غير مدركين لهذه الفكرة ، ألا وهي بأن الهدف الأساسي هو إقامة الدولة المدنية . وعليهم أن يعبروا عن خوفهم الحقيقي بأن تحقيق هذا الهدف سيزيل الحلقة الشريرة التي اقعدت البلاد منذ ١٩٥٦م وهو تحالف مدني ” انتهازيين ” ونخب محدودة جدا مع بعض القادة العسكريين الذين يتم إعدادهم خصيصا للمحاظة على هذه الحلقة الشريرة لتحافظ على مصالح بعض النخب ولا يحب إقحام كل المؤسسة العسكرية في هذا الصراع .. إذن الصراع الدائر الآن هو صراع بين الحق والباطل وهذه الدائرة الشريرة لم تتعرض لتهديد بهذه الخطورة مثل ما تعرضت له من خلال ثورة ١٩ ديسمبر ، وكل الدلائل تشير لهزيمة هذه الدائرة وفك شفرتها .. يا سعادة اللواء م برمة وسعادة الفريق م صديق انتم تحظون بإحترام وتقدير كبير من منسوبيكم من شباب حزب الأمة القومي والتصريحات السالبة في حق الثوار التي توجهونها ستصيب شبابكم وحتما لن تنال من إصرار الثوار . فعودوا لثكناتكم رحمة بشباب هذا الحزب العملاق .. الثورة منتصرة _ الردة مستحيلة ..