الخرطوم _ رصد ومتابعة _ ترياق نيوز
أنتظر كثير من المراقبين اليوم الثالث والعشرين من سبتمر ٢٠٢١م
بفارق من الصبر وهو اليوم المحدد للاستماع للمتهم محمد صديق سليمان ذو الاربعة وثلاثين عاما ، المتهم في مبلغ وقدره ستة وعشرين تريليون وأربعمائة واربعين مليار جنيه سوداني ” بالقديم ” .
الذي يسمع لهذا الرقم من الوهلة الاولى يظن بأن هذا الحديث ادغاث أحلام .. لكن الواقع أنها قضية مجرياتها في اضابير محكمة الخرطوم شمال أستمرت عدت جلسات منها امام مولانا جمال سبدرات الذي تم نقله ليحل محله مولانا عمر احمد عبدالله ، هذا المبلغ وبالمستندات جزء من معاملات بلغت أربعمائة تريليون جنيه كان المتهم وسيط فيها من خلال شراءه العملات الحرة من السوق السوداء لصالح شركة كوفتي للمواد الغذائية ..
لم يكن اليوم يوما عاديا في محيط محكمة الخرطوم شمال المطلة على شارع الجمهورية حيث غطى ذوي المتهم على سواد الاسفلت بجلابيبهم البيضاء وشغلوا كل فراغات ردهات المحكمة بعد ان اكتفت منهم قاعة المحكمة بحوالي المئة شخص بجانب الحضور الاعلامي الطاغي لأهمية هذه القضية .. وكان منظر المأكولات والمشروبات خارج المحكمة التي احضرها ذوي المتهم عبر شاحنات نصف نقل تشي بأنهم اي ذوي المتهم مستعدون انتظار لاي وقت سواء ايام او ساعات طوال مؤازرين لابنهم وهم مؤمنين بعدالة قضيته ..
وفي ذات الوقت ظلوا يرددون بانهم لا يبالون بما يجري لابنهم لو ثبت أنه مدان .. حيث يبدو أن إصرارهم على كشف ممارسات شركة كوفتي للمواد الغذائية والتي يعتبرون بأن الشعب السوداني مخدوع فيها ويتهمونها بأنها مخرب اساسي لاقتصاد البلاد . وايضا يرددون بانهم لا يخشون عدالة القضاء السوداني المشهود له بالنزاهة بقدر خشيتهم لاستخدام النفوذ بتحالف ” رأس المال والسلطة ” .
هذا ولم يخب ظنهم أبنهم محمد صديق سليمان حينما وقف امام القاضي اليوم .. واثبت وبالمستندات ما كان يجري على ألسنة ذويه وبعض المراقبين .. وفي ذات الوقت المتهم غير مبالي بما يجري له وهو يعترف بعضمة لسانه بأنه وسيط في جرائم شركة كوفتي وعبر بوضوح بأنه تعرض للغدر والخيانة من المدير العام لشركة كوفتي صديق محمد صالح الذي خدعه حتى زج به في الحرسات وهو يقدمه كبش فداء في جرائم لم يغترفها .. وفاجأ محمد صديق الحضور وهيئة الاتهام المكونة من احمد خليل محامي كوفتي وفريق محاميه وفريق الدفاع عن المتهم بقيادة الدكتور عادل عبدالغني الذي اكتفى اليوم لحضور جزء من زمن الجلسة وغادر قبل ان تنتهي وترك فريق محامي الدفاع وهم : الاساتذة يوسف إبراهيم
عمر عبد الفتاح
يونس الفاضل على.
في ما يلي وقائع ما اسفرت عنه جلسة الاستماع للمتهم محمد صديق سليمان :
کشف المتهم في بلاغ شركة كوفتي محمد صديق سليمان تفاصيل مثيرة خلال استجوابه اليوم من قبل القاضي مولانا عمر احمد عبدالله بمحكمة الخرطوم شمال وقال صديق إنه يعمل مع المدير العام لشركة كوفتي صديق محمد صالح، كوسيط يأخذ عمولة، وأكد أنه كان يشتري لمدير کوفتي الدولار بغرض القيام بمهام الشركة وأضاف “طلب مني صديق محمد صالح أن ابحث له عن عملاء في القيام بمعاملات تجارية اي شراء عملات من السوق داخل السودان وزاد “طرحت الأمر لمعارفي هناك فاستجاب بعض الناس، وأضاف “صديق قال لي يمتلك حساب في بنك ابوظبي باسم شركة كوفتي التجارية؛ حساب دولي بالرقم (08025015600010054301)
ورقم العميل 50430، منوها إلى أن الشركات التي
استجابت للعمل مع شركة كوفتي لديها حساب في بنك
النيلين، من بينها شركة القربة للتجارة برقم الحساب في بنك النيلين (100010051060001)، إضافة إلى شركة أخرى باسم الهبيكة التجارية برقم حساب
(100516071560001)، ونوه المتهم إلى أن هذه
الشركات بدأت العمل مع مدیر کوفتي في تحويلات مباشرة “اون لاين”. وانا مجرد وسيط .
وأضاف المتهم “صديق مدير كوفتي قال لن يدفع بالجنيه السوداني ما لم يتأكد أن المبالغ بالعملات الاجنبية نزلت في حسابه في الإمارات وأكد بأن المعاملات كانت مباشرة بين صديق والعملاء و انا كنت وسيط فقط و صديق يستشيرني فقط حول الأسعار”.
وقال المتهم أنه في فبراير قرر بنك السودان تجميد حسابات “٦ ” من أصل 10 اسماء اعمال هي التي كانت تتعامل مع كوفتي، وتبقت، وأضاف “الشغل استمر مع “٤” اسماء اعمال المتبقية بنفس الطريقة الأولى كان بينهم شغل مرابحات”.
وقال المتهم أن مدیر کوفتي طلب منه ورق مروس ومختوم من اسماء العمل التي كان يتعامل معها بغرض طلب مرابحة من بنك السودان، وأضاف “مثلا أعمال “افیکانو ” طلعت مرابحة مليار و500 الف جنيه أي تريليون بالقديم من بنك الخرطوم بغرض شراء سكر، لكن في الحقيقة هي مرابحات يتم عبرها شراء العملة وبيعها في السوق بأسعار مختلفة، ولا يوجد اي سكر مجرد ورق وهمي وأضاف”صديق محمد صالح قال لي في العام 2018م كانت عائداته من هذه المرابحات حوالي 200 مليون درهم”.
وواصل المتهم قائلا: “في يوم جاني صديق في البيت
حوالي الساعة 9 صباحا، قال لي عندي بيعة كبيرة مع جهةحكومية، وفيها أرباح ممتازة، وهي عبارة عن مبالغ دولارية تباع لجهة حكومية”، وأضاف المتهم “قال لي هي قروش التعويضات الأمريكية للمدمرة كول، وهنالك شخص في مجلس السيادة نعمل معه الشغل دا”، واضاف “انا طرحت الفكرة على معارفي من العملاء لكن مافي زول استجاب”، ما عدا اربعة اسماء الاعمال التي نتعامل معها وقال المتهم إن صديق ابلغه بأن قروش التعويضات الأمريكية وتم تمويلها من بنك السودان مباشرة بمبلغ عبارة عن 4 مليارات و522 مليون جنيه سوداني” أي تريليون بالقديم نزلت في حسابات اسماء الاعمال الاربعة زائدا حساب كوفتي .
وقال المتهم إنه في 28 فبراير 2021 بنك السودان أغلق جميع الحسابات؛ باسم صديق محمد صالح إدريس ومحمدصالح إدريس وكوفتي التجارية وقوس قزح؛ التجاريةواتيان التجارية.
وأضاف “ضرب لي محمد صالح قال لي انا ممسوك في بلاغ من مباحث التمويل”، وزاد “بعدها طلب مني أن أحضر اليه في مكتبه بشركة كوفتي في بحري، وحضرت للشركة وجلست مع المدير المالي اسامة وناقشته في متأخرات مالية تخصني بطرفهم عبارة عن عمولات، فقال لي المدير المالي الحسابات كلها مغلقة بأمر من بنك السودان وأصبر علينا شوية نشوف الامر مع “المدير العام”
وأضاف “دخلت إلى صديق قال لي في باقي حسابات بيني وبين العملاء في الخارج لم تنتهي فقلت له من الطبيعي هم طالبنك وحيجوك، لكنه قال قال لي عندي مبالغ سودانية؛ضخمة في الخارج؛ عاوز رقم حسابك انزل ليك القروش في حسابك المباشر؛ عشان تشتري بيها عملة”، وواصل المتهم “اديتو رقم حسابي؛ قال لي نحن مقابل القروش نأخذ دفتر الشيكات منك؛ وانت تشتري
عملة حسابك مباشر”.
وأضاف “اتفقنا وقلت له انا حاديك دفتر الشيكات لكن
بشرط انو ما بكتب فيه اي بيانات أو توقيع لحدي القروش ما تدخل في حسابي وأتأكد منها؛ الكلام دا كان يوم 4 ابريل 2021، وصديق قال لي حنديك عمولة؛ 5 في المئة؛ ويوم 6 ابريل لم تنزل قروش في حسابي؛ مشيت لصديق في المكتب، اتونسنا قال لي القروش دي يوم يومين حتنزل؛ يوم 7 جاني صديق في البيت؛ جاني في الشقة في الصافية؛الساعة 11 مساء قال لي انا جاي اشرب معاك القهوة”.
وأضاف المتهم “قال لي الشغل يبدأ من الأسبوع المقبل،
وذهب يوم الخميس 8 أبريل 2021 جوني مباحث التمويل قبضوني في صلاة الصبح وجيت قسم الخرطوم شمال؛ قالوا لي عندك طن ذهب في البيت وعندك عملة كبيرة حرة مخزنة في البيت، ورسل ضابط القسم معي 20 فرد من المباحث مسلحين؛ فتشوا البيت ما لقوا حاجة”.
وأضاف المتهم قدمت 15 ضامن تم رفضهم، وبعدها علمت آن مدیر کوفتي جاء وسلم وكيل النيابة ورقة وحضر وکیل النيابة بسيارة عادية”
وقال المتهم: مدیر کوفتي فتح فيني بلاغ 187 احتيال؛
ووضع 6 شيكات كمعروضات”، وزاد ” جاءني الفريق د. زين العابدين في الحراسة؛ قال لي عندك بلاغ احتيال؛ بمبلغ 26 مليار جنيه ، وقلت له انا ما عندي علاقة بالأمر، واضاف المتهم “فقال لي المتحري ستدفع هذا المبلغ لشركة كوفتي او اذا رفضت ستدفعه إلى إزالة التمكين، وبعدها ودوني نيابة التمكين؛ بقيت قاعد شهر؛ ما عارف اي حاجة، وكنت بسأل أن وين؟، لكن بعدها أهلي عملوا وقفة احتجاجية امام النائب العام وطالبوا باطلاق سراحي او تقديمي لمحاكمة عادلة، فتم تقديمي للمحاكمة اليوم .
فيما قال دفاع المتهم، في التعقيب: أنا أصر على تقديم
المستندات لأننا في مرحلة؛ عرض البينة وليس وزن البيئة؛هذه مستندات تخص المتهم كما أن قبولها لا يمنع استدعاءأي شاهد عليه نلتمس قبول المستندات والتأشير عليها”،وقال القاضي أن المحكمة تري قبول المستندات والتأشير.
وقال محامي الدفاع أن موكله غير مذنب ولم يوقع على
الشيكات وهناك شهود حددهم في “عبدالرحيم شريف،
عبد الباقي مصطفى، مندوب بنك النيل فرع الرئاسة ومندوب المسجل التجاري ومندوب الحسابات الخارجية ببنك النيلين”، وبعدها حدد القاضي جلسة يوم 18 أكتوبر المقبل السماع شهود
الملاحظة أن جموع غفيرة من أهل المتهم “الفادينة” حضروا الجلسة وتجمهر بعضهم في الخارج، وعند انتهاء الجلسة وزرعوا المياه الباردة وجاءوا يحملون حافظات مياه مليئة بالغباشة الباردة وسندوتشات الفطور.
وأضاف المتهم “المتحري قال لي هناك فاقد طن ذهب من عمارة الذهب وحوالي 20 مليون دولار فاقد ایرادي للدولة؛ حتدفعها، قلت ليه انا ما عندي القروش دي، بعدها وداني للتحري للتنقيب في الحراسة؛ جاني المتحري؛ بتوصية من النقيب انو ما في زول يزور المتهم، وبعدها الساعة 11 مساء مشيت للتحري في عمارة مباحث التمويل، قالوا لي عندك بلاغ 57 تخریب اقتصاد، وسألني المتحري من شركة کوفتي: قلت له بعرف صديق المدير العام فقط، وسألني من اسامي الأعمال المذكورة في المحضر، قلت له انا جبتها
الكوفتي على أساس انو يشتروا منها عملة وذهب، وقلت له انا كنت وسيط فقط ولا اتحمل أي مسؤولية”.
وأضاف المتهم “المتحري قال لي حامشي النيابة واجيك
وبعدها جاء قال لي عليك كفالة مالية 26مليار و440 مليون جنيه عبارة عن فاقد ایرادي للدولة؛ حتدفعوها، قلت ليه اسامي الأعمال دي ما حقتي”، وأضاف المتهم “اتصلت على صديق مدیر کوفتي لمعرفة الحاصل قال انا كنت ايضا في النيابة واطلق سراحي، لكن أنا عندما
سالت عرفت ان مدیر کوفتي جاء النيابة وشهد ضدي”.
مقبوض معك وواصل المتهم “بعد أيام ساقني المتحري إلى النيابة وقدمت الاستئناف الأول تم رفضه؛ حتى وصلت رئيس النيابة العامة، فقالوا لي البلاغ بقيمة 26 مليون جنيه وليس مليار؛ بعدها عملت شيك بالمبلغ المطلوب 26 مليون جنيه ضمانة، ولكن عندما ذهب الشيك إلى وكيل النيابة محمد الصافي؛ قال إن للشيك المطلوب من محمد صديق، هو 26 مليار جنيه وليس مليون”.
وهنا سأل القاضي المتهم ، هل وقعت على الشيكات التي
قدمت كمعروضات ، قال المتهم لم أوقع فيها مطلقا وان
التوقيع الموجود مزور، وحينها قدم محامي المتهم
المستندات إلى القاضي التي تبين عمليات الحسابات التي تم بین کوفتي والشركات المعينة، في مداخلة رفض محامي الاتهام اعتماد المستندات المقدمة وطلب من القاضي عدم التأشير عليها، وأضاف “إذا رأت المحكمة قبولها بشكلها الحالي لدينا اعتراضات شكلية حولها؛ من حيث علاقتهاواطرافها والسند القانوني؛ حول هذه الدعوة، واستدعاء الشهود المذكورين”