الدولة لا تُدار بعقلية شتمني فإنقلبت عليها… إذا كانت الشتيمة مبرراً لإنقلاب المنظومة العسكرية، فماذا يجب أن يفعل المكون المدني الذي يُشتم ليلا ونهارا وما بينهما؟ السؤال الأخير لإستنكار تبرير محاولات الإنقلابات المتكررة ولتوضيح المفارقات ، فموقع المسؤولية يحتم علي صاحبه أن تكون له من سعة الصدر التي يتحمل بها النقد بكافة أنواعه…
جيل الثورة وخلال فترة النظام المباد جيل تربى علي ساحات الفداء ومناظر القتل والدماء في جنوبنا الحبيب وبعدها في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وغيرها من أماكن عزيزة علينا، فتعمقت بذاكرته أن جيشه يقتل أبناء أرضه.
تعرض الشعب السوداني للتنكيل والتعذيب والقتل والسحل من قواته النظامية، ويُلام النظام المباد وكل الديكتاتوريات القمعية المتعاقبة علي هدم عقيدة المؤسسة العسكرية التي كانت في يوم ما ذات تاريخ يليق بهذه البلاد، ونحن هنا لانعمم فنعلم يقينا أن المؤسسة العسكرية كانت ومازال بها من الشرفاء الوطنيين من هم ليسو بقلة وخير مثال أخانا حامد الجامد.
بدأ الشعب أن يستعيد بعضاً من هذه الثقة الضائعة أيام إعتصام القيادة العامة ثم جاءت مجزرة الإعتصام وفقد الغالي والنفيس و التي ستظل نقطة سوداء علي مر التاريخ، بعدها جاءت الوثيقة الدستورية و تنازلت القوى الثورية عن كمال ثورتهم إلى حين لحفظ البلاد من التشظي، حكمة وليس خوفاً
على قادة القوات النظامية النأي عن التهديد و الوعيد كما حدث اليوم فالكفة ليست لمن يحمل السلاح فالكفة لمالك الأرض شعبها وهذا ما أثبتته الشعوب في كل بقاع الأرض. وثورات السودان علي رأسها. علي قادة القوات النظامية النأي عن تحريض قواتنا المسلحة و إستخدام لغة التخوين وتوسيع الهوة بين المدنيين والعسكريين، وأن يعلموا يقينا أن هذا الشعب خياراته واضحة ، تحقيق العدالة ورد المظالم والحقوق، إصلاح المؤسسة العسكرية وبناء جيش وطني واحد ذو عقيدة وطنية يحمي الدستور، الوطن، و الحكم المدني، جيش لا يهدد ولا يتوعد شعبه في كل حين، جيش غير إنقلابي.