شكلت تداعيات شرق السودان حضورا طاغيا على المشهد السياسي ربما لموقع شرق السودان وارتباطه بالميناء الرئيسي للسودان واطلالة الإقليم على سواحل البحر الأحمر الغربية والمداخل الجنوبية للبحر الأحمر وشمالا إلى السويس وفوق هذا وذاك محاولة بعض من قوى سياسية مجتها الساحة السياسية ولفظتها واعيتها الحيل لتحريك الشارع السياسي.. وعجزت فلم تجد من بد الا القفز على حراك أهل الشرق بقيادة ترك وهذا يؤكد أن حركتنا الحزبية والسياسة منذ أن تفتحت براعمها في نادى الخريجين الذي انتقل إلى مؤتمر للخريجين وحاول الآباء المؤسسين للمؤتمر أن يحذوا حذو حزب المؤتمر الهندي ولكن لم يفلحوا وكان حالهم كما قيل
تفرقت الظباء على خداش
ومايدري خداش أيهما يصيد
فلم يفلح الآباء المؤسسين للمؤتمر الذين انداحوا بين طائفتي الأنصار والختمية ولم يستطيعوا ويفلحوا في تقديم مشروعا وطنيا جامعا ينهض بالبلاد ونقلها إلى مربع جديد كما فعل غاندي ونهرو فظهرت على الساحة السياسية كيانات احست بالظلم الظالم من المركز فكان مؤتمر البجا بقيادة محمد عثمان بلية خمسينيات القرن الماضي أي بعيد الاستقلال وظهرت كتلة الانقسنا واتحاد جبال النوبة وحركة سوني في دارفور وإلتهبت أحوال الجنوب كل هذا يشير إلى أن حركتنا الحزبية والسياسة كانت ومازالت عاجزة في التقدم بمشروع قومي يعالج كل الأزمات في الأطراف لكن محنة السودان أن به ساسة مثل ملوك البربون لم ينسوا شيء ولم يتعلموا شيء فظلت الأزمات تراوح مكانها بلا حلول اوحتي التفات لها وخير شاهد الان مايدور بشرق السودان مطالب إقليم وسكانه غير حاضرة في أروقة وملفات الاحزاب السياسية فينشط في المطالبة بها زعيم قبلي وهذا ايم الحق هو البوار حركة سياسية ومؤسسة عسكرية تقف عاجزة لا حول لها ولاقوة أمام مشكلات إقليم بسيطه ومستحقة لم يكن لديها حل اوحتي مبادرة وهذا مؤشر يؤكد أن هناك خلل وأزمة وطنية وسياسية وفكرية تمسك بتلابيب كل من يقف على المشهد السياسي فاعلا أو منفعلا او مشاهدا وعلى الحركة السياسية جمعاء أن تقوم بعمل مراجعات عميقة وحقيقية فكرية وسياسية تتناول أزمة السودان منذ أن تفتحت براعم الفعل السياسي ونشأة الاحزاب السياسية سيما وأن البلاد قامت بها ثورة مجيدة قدم فيها الشباب من الجنسين فاتورة دماء ومهج غوالي وكان التغيير واضح أن الأحزاب لم تكن مستعدة لاستقبال هذا التحول الكبير لأنها معطوبة وشاخت على صياصي الزمان وأصبحت تقتات رزق اليوم باليوم والمدهش كل هذا الزخم من ترك واهل شرق السودان ولم يحرك المركز ساكنا وقد يقول قائل أن حقبة الإنقاذ التي صادرت بعد انقلابها على الديمقراطية ولمدة ثلاثون عاما حسوم انهكت أحزاب منهكة وارتدت بالفعل السياسي إلى تحالفات قبلية وجهوية باعتبار أن الإنقاذ وليدة حركة الإخوان المسلمين لايؤمن بالعمل الديمقراطي بحكم الثوابت الفكرية للحركة لكن هذا لايعفي الفاعلين في المشهد السياسي ساسة وعسكر من أن مايجري الان يؤكد أن بلادنا تمر بأزمة مركبة قيادات سياسية عاجزة وقيادات قبلية ناشطة وفاعلة وليت هذة الأزمة الممسكة بتلابيب الجميع أن تحرك ساكن فيلتفت الجميع إلى محنة الوطن وإيجاد حلول شاملة وليس، مسكنات عبر محاصصة تقدم العاجزين سياسيا وتضعهم فوق رقاب الناس
مااكثر العبر وأقل الاعتبار