منذ تفجر قضية شركة ” زبيدة متورز ” والبنك الزراعي والاتهام بالفساد في صفقة السماد والتي تبنتها عدد من الاقلام حيث بدأت هذه المعركة باتهامات لبعض اعضاء لجنة إزالة التمكين ثم تمدد الإتهام لمؤسسات الخدمة المدنية على رأسها البنك الزراعي وصندوق الضمان الاجتماعي للاستثمار وشركة زبيدة محور هذه القضية .. ثم تطور الاتهام لاتهام مضاد للاعلاميين بأنهم مدفوعين من جهات لها مآرب خاصة وليس القضية هي مكافحة فساد وإرساء ادب الشفافية كما يدعون ..
على المستوى الشخصي لم أستبعد صحة الاتهامات تجاه كل الاطراف ، اولا ليس ببعيد تبني شركات منافسة حملات ضد جهات منافسة لها ومن خلف ستار عبر تسريبها معلومات كانت تحتفظ بها لمثل هذا اليوم او شبهات ملفقة وكذلك قد تجد بعض الاعلاميين يبلعون الطعم بشبق المهنة التي يبحث صاحبها دوما عن المعلومة الهامة ويالتأكيد غير مستبعد ان يكون الاعلام شريك في ممارسة فاسدة ” النائحات المستأجرة ” كم يتم الوصف وأعتقد هذه أخطر قضايا الفساد الاخر ” ليس بعد فساد الاعلام شئ ” على قاعدة ” ليس بعد الكفر شئ ” ولله المثل الأعلى .. في المقابل اكاد اكون موقن بتجاوزات البنك الزراعي بإعتباري أول صحفي يجري حوار صحفي متكامل مع مدير عام البنك الزراعي في عهد الثورة عبدالماجد خوجلي حيث وجدت الرجل هو نفسه مندهش لاختياره في هذا المنصب الحساس وكاد يكرر لي مقولة الدكتور كمال شداد حين دفع به لرئاسة الاتحاد وهو في هذا العمر الذي قال : ” يأتون برجل من حافة القبر ليقودهم ” الشاهد في الامر عبدالماجد من جهابزة الخدمة المدنية المتكلسة منذ سبعينيات القرن الماضي وبما انني متابع لملفات البنك الزراعي حين اجريت الحوار معه وجدت الرجل لا حول ولا قوة له في أبسط الملفات .. فلذلك الارتباك والتردد الظاهر في ملفات السماد وشركة زبيدة تحديدا أسألوا منه الناس اللي حول المدير العام ..
بالامس تفاجأت بدعوة لحضور مؤتمر صحفي بفندق كورنثيا بالخرطوم لشركة زبيدة موتورز لتوضيح الحقائق حول القضية مثار الجدل وتبرئة ساحتهم وبالمستندات كما أعلن ذلك وتم العرض بالبروجكتر حيث أعتلى المنصة رئيس مجلس الادارة هزبر غلام الدين الشيخ واحد مساعديه والمستشار القانوني ، والشاهد في أنهم استعرضوا كل الخطوات التي جرت في ما يتعلق بالمستندات المتعلقة بسماد الداب واليوريا وأكدوا براءتهم من كل التهم المثارة في الاعلام وحتى اسئلة الصحفيين حول الملاحظات اثناء السرد صنفها المدير العام غلام الدين بانها مأخوذة من الاعلام الذي وصفه بالكاذب ووصف الاعلاميين الذين تبنوا هذه الاتهامات ب ” النائحة المستأجرة ” وبذلك وضع نفسه امام قضية كبيرة رغم أنه كان في السليم وهو من يحتفظ بحقه القانوني لاتهامه بالفساد ، وحتى نحن كصحفيين حضرنا هذا المؤتمر الصحفي اصبحنا امام خيارين أما أن يثبت القائمين على أمر ” زبيدة ” زملاءنا فاسدين ونتبرأ منهم أو عكس ذلك ونكون معهم ضد الفسدة والمفسدين وبما أن زبيدة شرعت في خطواتها القضائية وتوعدت بعدم التنازل عن هذه القضية مهما حصل وفي الجانب الاخر الدكتور مزمل ابوالقاسم رسم الطريق لاتجاهين لا ثالث لهما حين قال ” يا نحن يا هم ” هذه المشاهد الدرامية تعبر بجلاء عن عهد جديد يتخلق في ثورة الدم والدموع التي ظلت تحمي نفسها و ” تفلتر ” كل من يدعي او يرتدي ثوبها من غير وجه حق .
النقطة الاهم والسؤال المحوري الذي تقدمنا به للمنصة أمس في مؤتمر صحفي ” زبيدة ” هو لماذا الزج ب العلاقات السودانية السعودية في القضية المحدودة جدا في مقابل علاقات خارجية بحجم دولتين لان البعض يتحدث بإيحاء كأن الحديث في هذه القضية التي طرفها شركة سعودية هي زبيدة اتهامها يؤثر على العلاقات بين البلدين واعتقد إجابة المنصة كشفت بجلاء بأن شركة زبيدة هي رأس مال سوداني يستثمر في المملكة العربية السعودية وذلك على لسان رئيس مجلس أدارتها هزبر غلام الدين الشيخ ولا اعتقد السلطات السعودية تفكر في حماية شركة او شركات ترتكب اخطاء .. وعليه يجب ان تكون هنالك خطوط فاصلة مابين هو خاص وما هو عام ويا مزمل هذه القضية ليست على شاكلة ” كمل كمل يامزمل ” مثل ما يحدث في مناكفات هلال مريخ لكن هذه القضية احد اطرافها لابد ان يذهب الى مذبلة التاريخ .. وإن طال السفر على قول محمد عبدالماجد .. والايام كفيلة بكشف الكثير …