آرثر رامبو ..
عودة العشيقة وتأريخ المدينة..
(حين بدأ وكأنه يراها للمرة الأولى ، أغلقتِ الباب..!)..
مشهد من أجواء رواية (رامبو الحبشي) آخر روايات الروائي الاريتري الشاب /حاجي جابر والتي صدرت عن دار *تكوين* بالكويت في يناير 2021.م في (264) صفحة من الحجم المتوسط على خلفية أقوال (آرثر رامبو (1854 _1891.م) ، بتخصيص (1000) نسخة للقاهرة.
*حاجي جابر* روائي اريتري شاب (45) سنة..قضي منها (30)سنة خارج وطنه يحمل عدة تساؤلات عن هُويته كانت الاجابة عليها خمس روايات ناقشت قضية (ضياع الأوطان) على يد أبنائها..!
*عمل* حاجي جابر صحفياً ومراسلاً للعديد من الفضائيات الاوربية ويعمل الآن صحفياً بقناة الجزيرة العربية وتربطه علاقة حب عميقه بالسودان الذي يعتبره الوطن الثاني ..ذكر ذلك في عدة مقابلات صحفية واذاعية حيث قال مرة لمضيفته الاذاعية السودانية ليمياء متوكل في مقابلة باذاعة البيت السوداني قال حاجي جابر :
إن والده قدم له اعظم هدية وهي مكتبة صوتية متكاملة لعميد الفن السوداني الفنان احمد المصطفى..
*حاز* حاجي جابر على جائزة (كتارا للرواية العربية عام 2019.م)
وقبلها جائزة الشارقة للابداع العربي 2012.م .
*كما* تُرجمت أعماله الى الانجليزية والايطالية والفارسية والعبرية.
من أبرز رواياته :
سمروايت عام 2012.م
مرسى فاطمة 2013.م
لعنة المغزل 2015.م
رغوة سوداء 2018.م
رامبو الحبشي 2021.م
*مكة الافريقية ..!*
*رامبو.الحبشي وقراءة التأريخ*
يسعى حاجي جابر في هذه الرواية (رامبو الحبشي) الى ابراز الدور التأريخي والبُعد الاقتصادي لمدينة هرر الاريترية (مدينة البُن والقات..) والتي يعتبرها البعض بمثابة مكة الافريقية حيث يحج اليها الناس ويُحرم على غير المسلمين دخولها وتنسج حولها الحكايات التي اغرت الرحالة من كل مكان ان يقصدوها ..كانت مدينة هرر بمصابة القوى الاقتصادية الكبرى التي تعيد تشكيل منطقة القرن الافريقي..
*آرثر رامبو وعشيقته التي اسقطها من مذكراته دون ان تسقط من ذاكرته..!*
يحاول حاجي جابر في روايته (رامبو الحبشي) اعادة الاعتبار لامراة من مدينة هرر الاريترية رافقت الشاعر والباحث الفرنسي الكبير /جان نيكولا آرثر رامبو (1854_1891.م) صاحب مدرسة الفنون السريالية خلال رحلته الى اريتريا دون أن يأتي الشاعر على ذكر عشيقته بكلمة واحدة في رسائله الكثيرة الى امه الفرنسية..وبذلك تسقط تلك المرأة الهررية من كُتب التأريخ دون أن تسقط من ذاكرة عشيقها الشاعر الخالد.
……………………
*ضياع الأوطان على يد أبنائها..!*
تناقش بعض روايات حجي جابر قضية
(ضياع الأوطان) وتخلص الى نايجة أن ذلك يحدث في الغالب على يد أبنائها، وأن المناضل من الممكن أن يتحول إلى ما هو أسوأ من الاستعمار إذا لم يتراجع للخلف خطوة من أجل عملية بناء الوطن.
رواية ( *سمراويت* ) تحكي عن أولئك الذين تركوا الوطن بعد الاستقلال وعندما رغبوا في العودة لم يجدوه في استقبالهم..!!
أما رواية *مرسى فاطمة* فتحكي عن أولئك الذين تمسكوا بالوطن ورفضوا مغادرته ولكنه أبى إلا أن يغادرهم ويتسرب بهدوء من داخل ضلوعهم..