الشعر شعور،وليس شعيراً..!
غذاء للروح..
والحاكم يروح..
َللناس وجدان..
و الفرعون لا يعرف الحنان..
حنانيك أيتها الشاعرة السادنة..
ففي بلاط البشير، كنتي وزيرة..
ولسوء حظ كلماتك،”ورطوك” أيام اِحتضار الطُغمة..
ألم تسمعي
،(مظاهراتئذ)،أنهم قتلوا الطالب محجوب التاج بدم بارد،كما قتل اليهود محمد الدُّرة ؟!
لماذا لم يتحرك قلمك بالإستقالة..
ولماذا لم تنظمي شِعراً،وأمام ناظريك الشهيد البطل أحمد الخير..؟!
يا لعار شِعرك الذي لم يرثي منْ ارتقوا بالأُستاذ الشهيد، لمراقي الرُسل :
*قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا*
*كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا..*
*أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي*
*يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا..*
الأدب – يا سيدتي – ليس سجعاً منثوراً..
وليس بديعاً مدحوراً
،،فما قيمة الجسد،
بلا روح..؟!.
وإنما الأدبُ هو أنْ تبثي في البرية معاني الحرية والخير والجمال:
*مكان السجن مستشفى*
*مكان المنفى كلية..*
*مكان الأسرى وردية*
*مكان الحسرة أُغنية..*
*مكان الطلقة عصفورة*
*تحلق حول نافورة..*
*تمازج شفع الروضة..*
الكلمة – يا متنبية الإخشيدي – أطول من العُمر..
فلماذا لم تَشعِري في هزاع وسنهوري،كما أبيات حقبة الإستبداد،بإسم الدين،حينما قُلتي(عن اللقاء الروحي بالشهيد) :
صح في المدائن والحواضر والبوادي والقرى..
إنَّ الشهيد يزوركم
في الليل يأتي نسمة..
مزجت أريج النيل “بالقاشاي” “بالسوباط” بالطين الحبيب..
“تقابة” كالكوكب الدري يأتي مشرقاً
فتضيء لا شرقية
في الأرض لا غربية
ويكاد يسطع زيتها قبساً ولم تمسسه نار
يتوافد “الحيران” نحو بريقها ويتمتمون..
الله يا نور الشهيد
الله يا نور الشهيد..
أي بؤسٍ أدبي هذا..
وأي ظلم وإظلام..؟!
وما الأدب،إنْ لم يعبر عن حق البشر في الحياة الكريمة..
وماذا تكون الحياة إنْ لم تكن حريةً تُعاش..ومساواةً تُصان..وعدالةً تُمارس..؟!
ألم يسمع قلبك شعر أبي القاسم الشابي:
*إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ*
*فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ..*
*ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي*
*وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر..*
*وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ*
*تَبَخَّـرَ فى جَوِّهَـا وَانْدَثَـر..*
*فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ*
*مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر..*
أيتها الشاعرة “الوزيرة”،في عهد التيه والضلال..غيرك كان يستلهم من شعبه..وكنتي أنتِ تزينين بالكلام المعسول الأجوف لقتلة الدكتور علي فضل والمربي الأُستاذ عبدالمنعم سلمان،طيب الله ثراهما..
وهل بين الشهداء
– يا ظالمة الضاد – خيار وفقوس..؟!
لا.. لا..
لن يرحمك التاريخ..
والجريرة – يا شاعرة الديكتاتورية – ليست في مشاركتك في العشرة الأواخر،
من عمر المخلوع..
وإنما في رصيدك الصفري لشعر الثورة والجيل الجديد..!
هُم لم ينتظروك..
خرجوا ب”السلمية”
..وهم يرددون:
*مرقنا من البيت*
*ما عشان بنزين*
*ما عشان أسعار*
*نحن ناس مارقين*
*نحرر السودان..*
*وعشان نجيب التار*
*من تجار الدين،* *الكتلوا الثوار..*
الأُستاذة روضة الحاج..شعرك سَمِح..
ولكنها سماحة جمل الطين..!