قد تكون مسالة إستقراء مستقبل البلاد فيها شيء من التعقيد على خلفيه الراهن السياسي ولكن هناك مؤشرات لاحت في الافق تنبئ بالكثير في ألإتجاه الإيجابي لمستقبل بناء الدوله السودانية التي يحلم بها الشعب وهذا تؤكده دلائل كثيره تفتح باب الأمل مُشرعا في بناء اركان الوطن الحبيب وعليه تكون اهداف الثوره على أعتاب التحقيق على مستوى المدى المتوسط والبعيد وفقاََ لمعطيات كثيرة .. وقبل الخوض في مجمل التفاصيل حول هذا الموضوع هناك قرارات تم اتخاذها قبل فتره قريبه اثارت الكثير من الجدل والحوار والاخذ والرد حول هذه القرارات واختلف الناس واتفقوا حولها وسال مداد التحليل جداول وأنهار حول جدواها وإمكانية تقديم الحلول لواقع الإشكالات الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي السياسية ومن أهمها رفع الدعم عن الوقود و هذا الموضوع كان الحراك فيه عاصفاََ وصاخباََ وقوياََ بإعتبار انه هو الذي يمس عصب حياة المواطن اليوميه والذي يؤثر على كثير من الإحتياجات الحياتية والضرورية والتي قطعاََ ستنعكس على الأسعار بالإرتفاع وهذا عبء إضافي على الإشكالات المتراكمه التي لا تحتمل الإضافة بل ستثقل كاهل المواطن الذي يحلم بحياة رغدة وكريمة ولكن هذا على مستوى الفهم العادي وهي حقيقة لأن رفع الدعم عن الوقود له اثار وتبعات كثيره تؤثر على حياة الناس ولكن الآثار العظيمه والإيجابية لهذا القرار الشجاع والقوي في آن واحد هو انه قفل كثير من الابواب المفتوحه للفساد والتي تساهم بشكل كبير جداََ في تدمير الاقتصاد السوداني ولناخذ بعض الامثله على سلعة الجازولين وتاثيرها على القطاع الزراعي فكانت كل الحصص المخصصة للمزارعين والقطاع الزراعي بشكل عام لا يتم إستثمارها في هذا المجال بل تتوجه معظمها الى السوق الأسود حيث يكون مردودها اعلى من إستثمارها في الزراعه وانتظار الموسم الزراعي والحصاد وبعد هذا يكون مستوى العائد أضعف مقارنة بعائد السوق الأسود اضف الى ذلك سهولة وقلة المجهود وعامل الزمن السريع
اما الآن بالنسبه للمزارع او اي مستثمر في القطاع الزراعي فهو قطعاََ عندما يستلم حصته يتوجه الى استثمارها في هذا القطاع مجبراََ إخاك لا بطل وهذا من حسنات قفل باب السوق الأسود وهنا يصبح الإتجاه نحو الزراعه امرا حتمياََ لا مناص منه وعندها تشتعل الحقول قمحاََ ووعداََ وتمني وتنفتح الكنوز في باطن الأرض تنادي بإسمك الشعب إنتصر …..
.. وهذا الموسم الزراعي متوقع ان يكون نجاحه منقطع النظير وحصاده مهولاََ .. ايضا انتهى عهد تهريب سلعة الوقود الى الدول المجاورة بشكل نهائي إذ انه لا جدوى من تهريب سلعة غير مدعومة ولذلك تحدث الوفره وانعكس هذا الموضوع ايضا على استقرار هذه السلعه وتوفرها في كل محطات البترول و بالتالي ايضا استقرت المواصلات العامة وأصبحت متوفرة حيث كانت من قبل شبه معدومه وكذلك بعض الشركات الآن توصل هذه السلعه الجازولين الى منزلك وفقا للطلب .. وهناك نقطة مهمة للغاية وهى ان الكتلة النقدية التي تذهب الى سلعة الوقود المدعوم أصبحت محفوظة في المحفظة المالية لصالح المواطن لأن المال العام هو ماله وكان يستفيد منه الفاسدين والمضاربين وأصحاب الغرض والذين هم السوس الحقيقي الذي ينخر في جسد الإقتصاد الوطني
ايضا هناك حدث مهم جداََ وهو تاهيل مشروع الجزيره هذا المشروع العملاق الذي يعتبر اكبر مشروع مروي في افريقيا وهو الذي كان يعتبر دعامة الاقتصاد السوداني والذي بموجبه او على خلفيته كانت قيمة سعر الجنيه السودانى تمثل قوة ضاربه في محفل النقد العالمي وتتقازم امامه اعظم العملات العالميه والسبب الأساسي في قوة الجنيه السوداني في تلك الفترة هو مشروع الجزيرة الذي كان هو مصدر انتاج الذهب الابيض القطن وبأجود انواعه فكان هو الذي يجلب النقد الأجنبي والذي بدوره يشكِّل إحتياطيا نقديا قوياََ يرفع من قيمة الجنيه أمام العملات الأخرى ولذلك يعتبر هذا المشروع هو السند الأساسي للإقتصاد وصمام امانه ..
وهذا المشروع مشروع عظيم وكبير وهو كان السبب الاساسي في إستخراج النفط السعودي وتم ذلك عندما طلبت الشركه المنقبة عن النفط في بدايه التنقيب ضمان لإسخراج النفط كشرط أساسي لإستخراجه وهى شركة أرامكو الأمريكية حتى يضمن لها مخاطر التنقيب عن النفط فكان مشروع الجزيرة هو الضامن لإستخراج النفط السعودي وقبلت به الشركة المنتجة للنفط بإعتبار انه اقوى ضمان .. ومن سوآت النظام البائد انه عمل على تدمير هذا المشروع تدميراََ ممنهجاََ وواضحاََ و بشكل غير مسبوق واصبح اثراََ بعد عين .. الآن مشروع الجزيره يتعافى والحمدلله تم توقيع مذكره تفاهم مع الحكومة الفرنسية لتاهيل مشروع الجزيره وبدأ العمل فيه وبشكل جاد وقوي وسيرجع الى سيرته الاولى رافداََ قوياََ لشريان الاقتصاد السوداني .. ورؤيتي حول النهوض بالاقتصاد السوداني تتمحور حول القطاع الزراعي اذ انه هو أهم قطاع ولذلك اعوِّل عليه كثيراََ وهو المخرج الآمن للخروج من النفق المظلم
شئ من حتى@
ما يحدث الآن من معالجات هو اشبه بحالة المريض الذي كان مصابا بداء عُضال وكان القائمين على امره يعتمدون سياسة الملطفات والمسكنات ولذلك يشعر المريض بانه بخير ولكن الحقيقه غير ذلك وهؤلاء المسؤولين عن حالة هذا المريض هم النظام البائد حيث كانت الحياه المعيشيه سهله نوع ما اكثر من الآن ولكنها كانت تعتمد على المسكنات وليس على معالجه لب إشكالات الاقتصاد السوداني وبالتالي لا يشعر المواطن بألالم والحقيقة ان هذه المسكنات وهذا التلطيف ظاهره فيه الخير وباطنه فيه العذاب اذ ان هذا الجسد المريض والمُبتلى في عهدهم تم تركه فريسة للمرض وهو يضرب في عمقه بلا هوادة وهم يغضون الطرف عنه اما الآن فتم فتح الجرح للعلاج الحقيقي والنهائى وهذا الجرح مر عليه من السنين ما مر ثلاث عقود من الزمان وعليه كان فتحه مؤلماََ جداََ وعلاجه اكثر إيلاماََ ولذلك يشعر المواطن وعموم الشعب بمدى صعوبه هذا العلاج الذي ينعكس على الواقع المعيشي والاجتماعي وغيره كُثر لكن الآن المواطن بدأ يشعر بالتحسن وبداية التعافي وستأخد فترة التعافي وقتاََ حتى يبلغ كمال الصحة وهنا يكون تم مواجهه الإشكال بذات الشجاعه التي نرجوها وبكل القوة التي نتوقعها حتى يتم العلاج نهائيا من واقع العلاج وليس من واقع التسكين الذي كان اخطر ما يكون على الإقتصاد والمجتمع .. الان نحن نتعافى والمجتمع يتعافى و الوطن يتعافى و العافيه درجات كما يقول المثل السوداني العظيم وابشروا بوعد قريب وفتح عظيم