*وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم: تحسن نسبة نجاح شهادة الأساس هذا العام*
**مدير عام التربية والتعليم بالولاية:*
*لا تراجع عن عودة المرحلة المتوسطة*
*ما ينطبق على المدارس الحكومية سينطبق على الخاصة*
*لن نسمح بتسرب الطلاب الراسبين في الصف السادس* *والمدارس الحكومية ملزمة بتوفير فرص لإعادتهم مجانا*
مطلع تسعينيات القرن الماضي عمل النظام السابق على إلغاء المرحلة المتوسطة والاستعاضة بنظام الـ (8) فصول في مرحلة الأساس.
وطبقا للتربويين، أدى إلغاء عام كامل من العملية التعليمية إلى قصور فكري لدى تلاميذ مرحلة الأساس، لذا تسعى الحكومة الانتقالية إلى إعادة السلم التعليمي إلى سابق عهده وتطبيق نظام الـ (12) عاما على نسق (6) أعوام للأساس، و(3) أعوام للمرحلة المتوسطة و(3) أعوام للمرحلة الثانوية.
تأتي الخطوة رغم التحديات والعقبات التي تعترض تنفيذ البرنامج على أرض الواقع، من عدم توفر مقار لمدارس المرحلة المتوسطة، وكذلك نقص المعلمين، بالإضافة إلى إعداد المناهج الدراسية. ولتنفيذ ذلك تعمل الحكومة وفق استراتيجية آنية ومتدرجة تضمن الانتقال السلس للمرحلة المتوسطة دون التأثير على مرحلة الأساس.
وعلى الرغم من التحديات التي شهدها العام الدراسي الماضي إلاّ أن مدير عام وزارة التربية والتعليم الأستاذ محمد إبراهيم كشف عن تحسن في نسبة نجاح امتحانات مرحلة الأساس لهذا العام، وأضاف قائلا: “هذا لا يعني أن هناك تحسن في النظام التعليمي، حيث شهد العام الدارسي كثيرا من العوامل التي كان لها تأثير واضح؛ جائحة كورونا، وجدل المنهج، وغيرها، وستعود المرحلة المتوسطة هذا العام ولا سبيل للانحراف عن الفكرة”.
وتطرق المدير العام لوزراة التربية والتعليم للمعوقات والحلول التي ستواجه عودة المرحلة المتوسطة، وأوضح الوضعية الجديدة لطلاب المرحلة والمعلمين والمقار المقترحة لمدارس المرحلة المتوسطة، مشيراً إلى وجود اشكالات في تجفيف بعض المدارس وإعادتها للمرحلة المتوسطة في ولاية الخرطوم، خاصة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، (أمبدة، وشرق النيل وكرري)، أما في محليات الحضر (الخرطوم وبحري)، فيمكن تجفيف بعض مدارس الأساس، لكن تظل المشكلة قائمة وفق إبراهيم، لأن معظم هذه المدارس تقع وسط المدن، وهي مناطق ليست ذات كثافة عالية.
وخلصت دراسة أعدتها الوزراة إلى عدم إمكانية تجفيف أي مدرسة في محلية (أمبدة)؛ لأنها ذات كثافة سكانية عالية، وفي محلية شرق النيل من الممكن تجفيف مدرستين، وخلصت الدراسة إلى أن خيار تجفيف المدارس غير مجد، لذلك لجأت وزارة التربية إلى خيار هذا العام والعام الماضي بالاستفادة من مدارس الأساس ذات الـ(8) فصول، حيث سيكون مبنى الصف السابع فارغا، إذ سيكون طالب الصف السادس في العام السابق هو طالب الصف الأول في المرحلة المتوسطة، لكنه سيرتدي زيا مدرسيا مختلفا، ويبدأ يومه الدراسي بطابور الصباح في زمن مختلف عن زمن طابور مرحلة الأساس، وسيدرس منهجا مختلفا، حينها ستكون الوزارة وحسب مديرها العام ولمدة سنتين (العام الدراسي الحالي والمقبل)، وضعت حلولا لمشكلة مباني المرحلة المتوسطة، باعتبار أن طالب الصف الأول في المرحلة المتوسطة سيذهب إلى الصف الثاني. هذا الخيار إلى جانب توفير الفصول سيوفر المعلمين، لأن فصل معلمي المرحلة المتوسطة مباشرة هذا العام سيؤثر سلباً على مرحلة الأساس؛ لأن معلم المرحلة المتوسطة أكثر تأهيلاً وخبرة، لذلك فإن وجود معلمي المرحلة المتوسطة داخل مباني مرحلة الأساس سيوفر انتقالا سلسا إلى حين توفيق أوضاع معلمي مرحلة الأساس.
ما هو مهم بالنسبة لوزارة التربية والتعليم هو إحساس طلاب الصف الأول في المرحلة المتوسطة بالانتقال والنضج في شخصيتهم، وهذا هو الهدف، وتتشكل ملامح الانتقال في الزي المدرسي، والمنهج الدراسي.
من ناحية إدارية أوضح المدير العام لوزارة التربية التركيبة الإدارية التي سيكون عليها الوضع في مدارس الأساس والمتوسطة، فخلال العامين المقبلين سيكون للمدرسة مدير واحد ولكن سيكون لها وكيلان، أحدهما لمرحلة الأساس والآخر للمرحلة المتوسطة. وعلى مستوى الولاية سيتم تعيين مساعد لشئون المرحلة المتوسطة ومثله في المحليات المختلفة.
ولأن هذه المعالجات مؤقتة ومحصورة في فترة العامين القادمين، فكيف سيكون الوضع بعد العامين؟ يقول الأستاذ محمد إبراهيم إنهم قدموا مقترحا خلال مؤتمر التعليم والولاة بأن يكون الصرف على المرحلة المتوسطة ولمدة (5) أعوام اتحاديا، وتم رفع التوصية لمجلس الوزراء ونتوقع قبولها، حيث لا يوجد خيار آخر خاصة في الولايات، إذ لا توجد لديها إمكانية لبناء مدارس ولا مساحات خالية كما هو الحال في ولاية الخرطوم.