بات واضحاً أن هنالك أزمة كبرى تمسك بتلابيبنا جميعا وهي انحدار أخلاقنا نحو سوافل غير كريمة وهي اختلاط الخلاف السياسي إلهبوط به إلى درك من السوء وهو مانشاهده بامهات العيون من عبارات قاسيه إلى درجة الشماته والتشفي حتى في لحظات الموت رغم إنه كأس الكل شاربه ويبدو أن الخل هذا يدل على أن الوازع الأخلاقي والديني والقيمي أضحى اوهن من خيوط العنكبوت وهذه السمه ظهرت على مسطحات الخطاب السياسي لدى كثير من منسوبي الحركة السياسية أمام حالات كثيرة لموتى لم يستشعروا عظمة الموت فكان التشفي والازدرا وأمام هذا لايمكن أن نحاكم حزبا بعينه بل يجب أن تتم مراجعة ثوابت ثقافتنا وأسس تربيتنا ومناهجنا التعليمية والتربوية حتى العقيدة ورواسخها وثوابتها تحتاج إلى مراجعه دقيقة وواعيه وصادقه لماذا هذا التردي والانحدار ممن يفلقون هامات المنابر بالحديث عن مكارم الأخلاق وسمؤ النفوس يسقطون في أول اختبار حينما مات جرير أراد الفرزدق أن يهجوه فقال له أحدهم كيف تهجو ميتا الا تستحي فكف عنه الان كثير منا لايرعوي أمام حرمة الموت كأنه كتب علية الخلود فمتى نحقق قدر من الانسنه كما قال بذلك ابو حيات التوحيدي ومسكويه… روسيا حينما أطلقت قمرا صناعيا نحو الفضاء الخارجي اسبتنك لم يقل الريس الأمريكي وقتها روسيا قد دنا عذابها بل دعى علماء بلاده في مجالات العلوم والفيزياء والتربية لمراجعة مناهج البحث العلمي لسد هذا العجز واللحاق علميا بروسيا في غزو الفضاء الخارجي وقد كان فمتى يعي نشطاء وساسة السودان وبعض ادعياء العمل العام أن للموت حرمة وهناك اطر أخلاقية ومواريث تربوية وثقافية ينبغي أن تراعي ولانملك الا ان نقول مع الافوه الاودي رغم أنه شاعر جاهلي الا اننا يبدو مازلنا تحت ظلال جاهلية الجاهلية الأولى
لاينفع القوم فوضى لاسراه لهم
ولاسراه إذا جهالهم سادوا
تقضي الأمور بأهل الرأي ماوجدوا
فإن تولوا فبالجهال والاشرار تنقاد
دكتور /صديق مساعد