لمن يسأل عن حالنا ؟؟؟!
نحن لسنا بخير ما دام الحزن يتجدد علينا في كل حين ، لسنا على ما يرام طالما أمامنا خياران ( السكوت أم الموت ) فلا خيار ثالث بينهما ، نعم لسنا بخير ونحن نضرب بالعصي والبمبان بل نقتل ونقمع كُلما وقفنا ضد الظلم وهتفنا سلمية (( حرية سلام وعدالة )) صدقاً لسنا بخير وثمة أمهات مكلومات (( محروقات حشا )) عانن ما عانن من صدمة النبأ الأليم بفقد فلذات أكبادهن ، يبكين وجعاً و حسرةً وما أثقل مرارة الرحيل وما أسوأه من رحيل … ( أعفيلنا يا يمة ) فلا كلمات تترجم ما تشعرين به ولا وصف يصف ما أنتِ عليه ..
هذه المشاهد المأساوية التي نراها بأم أعيننا أكبر من شرح وتفسير ، فقط الدموع التي تعمينا سيدة الموقف تعبر عما بداخلنا من وجع ..
فمن يسألك عنا ؟؟! قل نحن لسنا بخير ما دام الظلم والقمع والعنف والقتل مستمر …
حتى (( النيل )) لم ينسى تلك الأرواح الطاهرة التي ألقيت في أعماقه ، وتلك (( الشوارع )) لم تنسى الجموع الهادرة وأصوات الهتاف ، كذلك (( البيوت )) لم تنسى الشهيد الفات ، بل كل (( الأماكن )) يعتريها الحزن والسواد وباتت في حالة حداد ، حتى (( الحكايات وتقاسيم الوجوه )) باهتة ومستاءة ؛ حاملة الحنين والشجن ..
نلتمس العذر يا (( عيد )) لم نحسن إستقبالك كما كُنا رُغم المقام (( فرح )) ؛ ولكن ثمة شهداء قتلوا ظلماً غدراً على يد هـٰؤلاء عديمي الرحمة والضمير ..
اجتمع أسر الشهداء والثوار في ذكرى شهداء مجزرة فض إعتصام القيادة العامة ٢٩ رمضان ، في ذات المكان الذي جمع المواكب الهادرة الثائرة يوم ٦ أبريل في مشهد مهيب تقشعر له الأبدان ويدرس منهجاً تاريخياً للأجيال ! هو ذات المكان الحاضر والشاهد والموثق لكل مواكبنا العظيمة ولحظاتنا التاريخية ومواقفنا البطولية ، كذلك وحدة صفوفنا وكلمتنا مصدر قوتنا ، بسالتنا وشجاعتنا (( الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول )) ، شاهداً لعزيمتنا وإرادتنا (( سقطت ما سقطت صابنها )) ومظاهر جودنا وكرمنا (( عندك خُت ما عندك شيل )) صامدين راكزين (( ما راجع أنا ليا مطالب )) ، حماسنا في ذغرودتنا وغنوتنا وصوت نقارتنا !!
سماحة روحنا كنداكات وشفاته ، وهيبة ثوبنا الأبيض وجلابيتنا والطاقية ، سمرتنا وملامحنا ؛ هويتنا ولهجتنا ! وتلك علامة النصر و (( تسقط بس )) ، صوت الترس الحارس حامي وساهر صاحي (( أرفع يدك فوق والتفتيش بالذوق )) (( أرفع يدك حبه والتفتيش بمحبة )) !!
هناك حيث بحرية رفرفت عالياً أعلامنا بأحلامنا (( سودان جديد )) وبمطالبنا (( حرية سلام عدالة )) هناك عالقة الذكريات في أذهاننا وقلوبنا ما حيينا ، الذكريات في كل مكان و(حته) شرقاً وغرباً ، جنوباً وشمالاً ، وجمهورية أعلى النفق ، اللوحات التشكيلية وصوت الإيقاعات اليدوية !!
كما أنه شاهداً لما جرى من خيانة وغدر وظلم وعنف بل قتل وحرق وغرق ، مارسوا هـٰؤلاء أبشع الجرائم اللا إنسانية ، حيث غاب فيها الضمير والوطنية والهوية والإنتماء ، ذاك المكان شهـد الحـلـو والـمُـر .. وذاك الـمُـر لـم يتـرك لـنا حـلـواً !!!
ويبقى السؤال قائماً لم يسقط بعد بأي ذنب نقتل ؟؟
وما الجرم الذي إرتكبناه ؟؟؟
أمَـا يأتي علينا يوماً فيه نعبر وننتصر ؟؟؟
لا تحريك لساكن ولا نتائج ملموسة ، لقد سئمنا من السيناريو المتكرر الذي تأتي رؤيته وإخراجه لتخديرنا متناسين أن للصبر حدود ونهاية ..
لا نريد شعارات زائفة ولا نبالي بأقوال دون أفعال ، فقد (( اكتفينا واكتوينا )) فالشعب يريد قصاص الشهيد …!!!
#أخـــــــــر_قـــــــــولـــي :
فلتشهد الأرض التي امتلأت دماء عزل وأبرياء حتى صارت غامقة وجرداء ، ولتشهد الشوارع التي لا تخون ، وليسطر التاريخ تلك المشاهد فنحن لم ننسى ولن نغفر .. المجد للشهداء في عليائهم !!!