اول من وصف الجسم البشري على أنه مزيج بين أربعة امزجة هو ابو قراط الملقب بأبو الطب. ينسب امراض الجسم البشري إلي عدم التوازن بين هذه الاربعة وذلك في تحديه للمعتقدات القديمة التي تقول إن الأمراض تأتي عقوبة من الآلهة .
بينما قسمت الدكتورة هيلين فيشر الشخصيات إلى أربع أنواع وهم المستكشفون والبناؤون والقياديون والمفاوضون. فالمستكشفون يتمتعون بالمستوى العالي من الدوبامين الذي يجعل طبيعتهم تبحث عن المغامرة مع الحداثة والتجديد. بينما البناؤون يتميزون بالاستقرار و يقودهم السيروتونين ، فهؤلاء الاشخاص يكوّنون ارتباطات متينة مع شركائهم. اما القياديون فيتصفون بحبهم لخوض المنافسات والحماس بسبب المستويات العالية في هرمون التستوستيرون . ونجد المفاوضون الذين يتمتعون بمستوى عال من الاستروجين مما يجعلهم عاطفيين يتمتعون بالكثير من الذكاء والإحساس.
القياديون مدمنون على العمل ويكرهون البحث عن الشريك.. فهل هذا يعني إنه اذا اراد الشخص الاستقرار عليه ان يبحث عن شخصية البناء؟ احيانا تكون بعض الشخصيات ليست مصممة لتقود الى شخصية البناء ولكن خبرات وتجارب الحياة قد تقود لاختيارات أكثر وعيا كالبحث عن شخص يقدس الارتباط وليس بالضرورة بأن تقدم الثلاثة أنواع الباقية ارتباطا لفترة طويلة كما يقدمها ”البناء“ وانما سيقدمونه بشكل مختلف وبأوقات مختلفة . فنجد المستكشفون يستمتعون بتفاصيل الأشياء مع التلذذ مما يجعلهم يبحثون عن كل ماهو غير معلوم وحديث ، فبعضهم يكتمل عندهم التلذذ عندما تتوفر سبل الراحة والاستقرار مع الشركاء ومن ينتقون من الأشخاص.
استضافت جلسة افتراضية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، نظمتها دائرة الثقافة والسياحة خبير السلوك السويدي توماس إريكسن، وجاءت تحت عنوان «العمل عن بُعد مع غريبي الأطوار».
على مدار عقدين تقريباً، تنقل إريكسن العالم لتقديم محاضرات وندوات حول سلوكيات بيئة العمل للمديرين في العديد من الشركات . وفي عام 2014، أصدر كتاب «محاط بغريبي الأطوار»، والذي ترجم إلى 35 لغة مختلفة والذي بلغت مبيعاته أكثر من 1,5 مليون نسخة حول العالم.
فقد وصف إريكسن، أنماط الشخصيات الأربعة التي تناولها في كتابه، وهي: الشخصية الحمراء التي تحب السيطرة وغالباً ما تكون أعصابها مشدودة وطاقتها عالية؛ والشخصية الصفراء التي تتمتع بالإيجابية والتأثير والعلاقات ؛ والشخصية الخضراء التي تتسم بكونها هادئة ومستقرة وغير تصادمية؛ وأخيراً الشخصية الزرقاء التي تتسم بشخصية تحليلية وانطوائية تركز على المهام الموكلة إليها بالدرجة الأولى.
فإن الحجر المنزلي الذي نعيشه حالياً جراء الحذر والحيطة من فيروس كورونا سيكشف عن طبيعة الأشخاص بشكل أوضح نظراً للضغوط التي تظهر على الشخصية الحقيقية للناس. وعلى سبيل المثال، سيصبح أصحاب الشخصية الحمراء أكثر عرضة للشعور بالإحباط إزاء الأشخاص من حولهم، وسيزداد شعورهم بالضغط عندما يفقدون السيطرة على الموقف. من جانبها، ستصبح الشخصية الصفراء أكثر ميلاً للكلام، وستحاول إقحام نفسها في كل محادثة. وبما أن الشخصية الخضراء تكره الصراع، فهي ستوافق على كل شيء وستتقبل أفكار الجميع. أما الشخصية الزرقاء، فستصبح أبطأ في عملها على الرغم من أنها أقل شعوراً بالضغط من الآخرين. ولهذا السبب، أشار إريكسن إلى ضرورة الاهتمام بزملائنا، وإبداء الاهتمام والصبر بمشاعرهم وحالاتهم النفسية. فقد خيم شبح فيروس كورونا على كل بيت تقريباً في أنحاء المعمورة وبث الرعب في نفوس الكبار وأثار فضول وتساؤلات مخيلة الصغار.