الخرطوم / ترياق نيوز
كتب غينادي بيتروف، في “إكسبرت أونلاين”، حول طبيعة الحكم على الشرطي الأمريكي الذي تسبب بموت فلويد وكيف يخدم البيت الأبيض.
وجاء في المقال: في مينيابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية، صدر حكم المحكمة، الذي كانت أمريكا كلها تنتظره. فقد أدين ضابط الشرطة السابق ديريك شوفين بقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد.
بصرف النظر عن مدى استقلالية المحكمة الأمريكية، فإن هيئة المحلفين، طواعية أم لا، خدمت البيت الأبيض، حيث يبدو حكم الإدانة في قضية شوفين بمثابة انتصار شخصي. يمكن للرئيس ونائبته أن يقولا للناخبين: انظروا، إن الكلمات عن العدالة ومحاربة “العنصرية المنهجية” التي قيلت خلال الحملة الانتخابية لم تكن شعبوية وهزا فارغا للهواء.
كما تلقى أنصار الجناح اليساري بالحزب الديمقراطي إشارة مهمة. فقد صوتوا لبايدن، كما يقال، على مضض، ولم تعجب اليساريين الإجراءات الأولى للإدارة الجديدة، وقبل كل شيء سياسة الكوادر. ولو تمت تبرئة شوفين، لما نجت الإدارة الأمريكية من اضطرابات جديدة، كانت ستؤثر بالتأكيد على شعبية بايدن وهاريس.
وكان من شأن هذا كله أن يتسبب في خلاف بين جناح يمين الوسط وجناح اليسار في الحزب الديمقراطي، اللذين من دون ذلك لا يعيشان بوئام. في الواقع، يتوقع علماء السياسة بصوت واحد، الصدام بينهما، ولكن في وقت أقرب إلى انتخابات مجلس الشيوخ النصفية في خريف العام 2022. لو حدث ذلك الآن، لوقعت تحت الضربة جميع تعهدات فريق بايدن، من الإصلاح الضريبي إلى تحسين العلاقات مع إيران.
وهكذا، فقد اتضح أن إدانة الشرطي جاءت في الوقت المناسب وأنقذت فريق البيت الأبيض لمدة عام ونصف، يمكن خلالها عمل الكثير. ويرى الخبراء أن الحكم في مينيابوليس ستتبعه أحكام أخرى في قضايا مشابهة.