أنتظمت هيئة الموانئ مؤخراً موجات احتجاجية غير مسبوقة ، قامت بها مجموعات متفرقة أتفقت كلها علي مطالبتها بتحسين اوضاع العاملين ، كلاً بطريقته ، تعاملت معاها إدارة الميناء بطريقة لم أجد لها مسمي واضح في صياغة تعريف الحنكة الإدارية .
أن وضع هيئة الموانئ استثنائي بأعتبارها المؤسسة الوحيدة التي بها عدد مهوول من العاملين يفوق هيكلها الوظيفي ب٥٠٠٪ ، قد يكون سبب في أن معظم المنتسبين لا يعملون بسبب التكدس الوظيفي لوجود وظائف خارج الهيكلة مما يصنع هذه الموجات الاحتجاجية لاشخاص “لا يعملون فعلياً ” .
غير أن هنالك كوادر مميزة غير عاملة وأقول هنا غير العاملة لإننا نجد خلل إداري واضح في توظيف الهيئة لقدرات منتسبيها في تحسين الاداء وزيادة الانتاج معادله يصعب التعامل بها مالم تتوفر حنكه إدارية .
وغياب الجسم النقابي الذي ينظم النشاط المطلبي هو سبب رئيس لتعدد الاجسام التي تتحدث باسم العمال وتطالب بحقوق هي من صميم عمل النقابة فنجد أن الإدارة في بعض الاحيان تحل محل الجسم المطلبي في مخاطباتها الخارجية لوزراة المالية ومجلس الوزراء وتفتقر لوضع حلول داخلية للميناء .
وأخيراً :
هيئة الموانئ البحرية بحاجة ملحة لقيام نقابة توافقية يتوافق عليها جميع العاملين لا تمثل اي جسم نقابي تأتي من داخل الادارات والاقسام المتعددة بالهيئة . هذا الامر الذي سيضع حدا لموجة الاحتجاجات التي كلما أخمدت من جهة اشتعلت من أخري وسيتضح جلياً في الزيادة التي سيشهدها الانتاج فالرضا الوظيفي هو الأهم حتي ينتج العامل ، وكذلك الهيكلة ووضع كل في وظيفته سيعيد للعمل حركته ويشعر كل موظف بمسؤوليته تجاه مؤسسته .