سردت في المقال السابق (خبريا) تفاصيل الاحتفال بتدشين(نموذج الخرطوم) والذي يهتم بمشاريع الشباب وينفذ عبر مفوضية مشاريع الشباب الولائية، فإن هذا المشروع “كبير” الحجم والمعنى والفوائد ويمثل مستقبل لكثير من الشباب والذي حددت خلاله ولاية الخرطوم الجهات الداعمة للمشروع ماديا ولوجستيا واظهرت وزارة العمل حماسا كبيرا والتي بشرت الوزيرة الحاضرين باهتمام كبير من قبلهم بتوفير وظائف في سوق العمل بالتعاون مع أصحاب العمل والمؤسسات لتشغيل الخريجين ووضع مراكز التدريب تحت تصرف المفوضية.
▪المشروع يمكن أن ينجح نجاحا باهرا ويحقق آمال وتطلعات الشباب الذي ظل يعاني البطالة والفقر وتعطيل طاقاته إذا تحولت الوعود والبشريات إلى واقع، ويمكن أن يفشل ويصبح نسيا ولا أحد يتذكر ما قيل أثناء التوقيع والتدشين إذا لم تتكامل الأدوار وعملت كل الجهات ذات الصلة بالمشروع واوفت بما وعدت وايضا تفاعلت الجهات المستهدفة من أجل ذلك.
▪أعلن والي الخرطوم عن خمس جهات يرتكز عليها تمويل المشروع ونجاحه ماديا وهي (حكومة الولاية، المغتربين، الامم المتحدة، الاتحاد الأوربي، المنظمات الدولية، القطاع الخاص الداخلي والخارجي) ، هذه الجهات يمكن من خلالها تحقيق بند التمويل بوجود ضمانات قوية ومطمئنة خاصة لفئة المغتربين التي تحتاج إلى عودة الثقة بينها وبين المؤسسات بالداخل وهذا سيتأتى بالتبشير الجاد والبيان بالعمل والتحفيز، والقطاع الخاص أيضا يحتاج لجدية وتحرك على أعلى مستوى ليصبح شريك في هذا العمل لأنه يمتلك قاعدة ثابتة يمكن ان يفيد بها المشروع غير الدفع المادي والتمويل وتتمثل في توفير وتخصيص وظائف للشباب وفرص تدريب اكبر ، اما بقية الجهات يسهل التعامل معها نوعا ما لأنها تعتبر مؤسسات عامة وتتفهم مثل هذه المبادرات والعمل فيها.
▪ ركّز برنامج نموذج الخرطوم على التدريب (التقني/ المهني) اولا ثم تمويل مشروعات هؤلاء بعد تأهيلهم فنيا في مجالات مختلفة لضمان نجاح المشروعات وتطويرها وهنا تبنت ولاية الخرطوم صيانة وتأهيل وتكلفة عمل مراكز التدريب المتواجدة بالولاية حتى تقوم بهذا الدور والذي يرتكز عليه المشروع بصورة كبيرة.
▪كل ذلك ان حدث كما خطط له سيصل إلى نتائج جيدة لتحقيق الأهداف العامة للبرنامج والتي كما حُددت وهي تتمثل في: (تمكين الشباب اقتصاديا، تحسين الميزان التجاري، تحقيق الاكتفاء الذاتي، خلق فرص عمل داخل المشروعات، تقوية أسس الاقتصاد الإنتاجي المستدام، القضاء على الفقر والبطالة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحد من الهجرة غير الشرعية والهجرة من الريف إلى المدينة) ، هذه الأهداف وان تحققت من خلال ما رُسم في صدر البرنامج فإن المشروع الذي يبدو حلما سيصبح حقيقة، ولكن الخوف كل الخوف من ان تصيبه لعنة الكسل أو الاحباط في بادئ الخطوات التنفيذية بعد ان عكف أصحاب الأمر على بلورة هذه الفكرة وتجاوبت معها الأجسام المستهدفة والشريكة وحتى على مستوى رأس الحكومة الانتقالية واهتمام وحضور (رباعي السيادي) رجاء نيوكولا والتي سقط اسمها سهوا في المقال السابق بالإضافة إلى الثلاثي(التعايشي / عائشة/ حسن) فهو مؤشر لتفاعل حكومة الانتقال مع البرنامج ظاهريا ومعنويا على الأقل.
*خط عرضي*
▪هذا المشروع يحتاج الى جهد كبير ومضاعف ونجاح تدشينه لا يعني نجاحه اطلاقا، فهو مؤشر اولي فقط وخطوة أولى تعتبر تصفيرا لعداد الانطلاق الحقيقي نحو تحقيق الهدف وهو رؤية الشباب في واقع افضل من خلال ما صُرح به خلال الإحتفال..
عليكم بتحويل هذا الحماس الخطابي إلى حماس ميداني وعملي وحينها (ستنجح الفكرة)