الابيض . ترياق نيوز _ تقرير : محمد أحمد الدويخ
لن تنجو من عضة الدهر وغدر الزمان وإن كنتَ معلما ً..
كالعادة
وجد المعلم/ محمد عيد أحمد ابراهيم مدرّس العلوم التقنية بمدرسة الصحوة الأساسية بنين بمدينة الابيض وجد أكثر من اتصال على هاتفه الجوال غير أنه اعتبر الأمر عاديا كما هو مألوف وهو يؤدي واجبه التربوي _أثناء تدريس الحصة الرابعة في نهاية الاسبوع منتصف نهار الأربعاء 25 /3 / 2021
المفاجأة..وألسنة اللهب :
عندما عاود الاستاذ محمد عيد الرد على الهاتف الذي وردت منه أكثر من محادثة ، ألجمته المفاجأة بأن منزله يتعرض الآن للحريق وأن ألسنة اللهب الآن تعانق السماء..
وكانت الخطوة الأولى لإنقاذ الموقف هي الاتصال بطوارئ الدفاع المدني (المطافئ) ولكن..!
ّ
هاتف المطافئ
مغلق لعدم السداد..!
تلاشى عشم المعلم /محمد عيد عند استغاثته بالطوارئ والاتصال بالرقم (0611823312) فقد تفاجأ بالرد الآلي أن : (هذا الرقم موقوف من الخدمة مؤقتا) ، يعني غير صالح لعدم السداد..!!
بعدها (توكأ) المعلم محمد عيد على رأيه الذي لا يقوى على احتمالٍ ثانٍ أو عشمٍ في مؤسسة حكومية رسمية مستغلاً أقرب وسيلة ليشاهد اللحظات الأخيرة لمنزله وهو يحترق..!
كان المشهد أشبه بالعرض التراجيدي المرعب والناس يتحلقون حول الحريق وهو يلتهم المنزل المتواضع بحي الجلاء (الاستقلال) وسط مدينة الابيض قبالة نادي الاتحادي الرياضي المجاور لحي القبة العريق..تغلبهم الحيلة والدبارة ..وتتلاشى مروءتهم
تماما وصاحب المنزل يلتمس العذر لجيرانه وهم يتحلقون حول اللهب والحريق يستمر أكثر من ثلاث ساعات و لا حيلة لهم في إطفاء الحريق في ظل الإنعدام التام لماء الشرب ناهيك عن إطفاء حريق…لم يحدث ذلك لو كانوا في إحدى القرى النائية من بوادي كردفان والناس هنالك يلتحفون بالشهامة والمروءة ولكن قدرهم انهم يقطنون وسط مدينة (يخوجل)
في حضرتها الوالي /خالد مصطفى (…..) مع انها مدينة عروس ولكنه (أي الوالي) لا يصلح بأن يكون (جمل شيل) او (حمال تقيلة) عند الملمات .فقد مات فيه العشم بأن يصبح نافذة للمستقبل القريب يأتي منها العشم للغلابي والمساكين ..ومن تداهمهم الكوارث..لا عشم في ذلك طالما هاتف المطافئ في عهده مغلق لعدم السداد..!!
ولسان حال صاحب المنزل يلهج بالشكر حمدا لله بأن أطفاله الصغار بالمدارس خارج المنزل عند اندلاع الحريق المفاجئ وكذلك والدتهم الطالبة بإحدى المرافق التعليمية..
…………
الخسائر تقارب المليارين..
يقول المعلم محمد عيد :
إن الخطوة الوحيدة التي تمكنت من فعلها هي فتح بلاغ ضد مجهول بشرطة الدفاع المدني الابيض بالرقم (94) شمل أهم المفقودات التي قضى عليها الحريق تماما ، قُدرت خسائره بمبلغ (850 .1) واحد مليون وثمانمائة وخمسون ألف جنيه ّ متمثلة في أثاثات منزلية ..شاشات ..شرائح طاقة شمسية ، لابتوبات..رخصة قيادة عامة شهادات ميلاد ..وشهادات قيد ( أرقام وطنية)..بجانب شهادات جامعية.
…………
يا منسوبي التعليم اتحدوا :
ما حدث المعلم محمد عيد يحدث للبقية حتما بما فيهم مدير عام التربية الاستاذ عبدالواحد حمد النيل التربوي الذي جاب كثيرا ببوادي كردفان ومدارس أهله (البزعة) بأم قوزين ومليحة أو ود أبوعوة البزعة (أعرق مدرسة أساس شمال شرق ام روابة) والتي تأسست عام 1949م .
وذلك قبل أن يتربع على هذا الموقع التربوي الرياديالرفيع مسئولا عن كل التربويين وقضاياهم الشائكة.. ،
قيلوا عثرة زميلكم المعلم /محمد عيد أحمد أبراهيم وهو يقدم عصارة جهده في خدمة التربية والتعليم والنشاط المدرسي..وتدريب المواهب خلال (25) عاما أو يزيد قضاها يتجول بمدارس الريف والمدينة بمحلية شيكان..تلك المملكة التعليمية العريقة والتي ينتظر منها الكثير من أجل توحيد كلمة المعلمين وتقوية شوكتهم من أجل مجتمع تربوي معافى يتفقد فيه القويُ الضعيفَ.