كان يوما نادر الصورة والتكرار ذلك اللقاء الحاشد بالقنصلية المصرية الذي تناول دور الفنون والثقافة والأدب في تنمية العلاقة الأزلية بين شعبي وادي النيل بمبادرة كريمة من قنصل مصربالخرطوم المستشار أحمد عدلي أمام.
كانت المداولات عميقة وموحية لها مابعدها في تزكية تلك الروابط القوية بين مصر السودان في عالم الثقافة والأدب والفنون فقد سجل التاريخ المشترك دورا بالغا في مناخ وادي النيل بخصوصية الجذب في مناحي التقاليد الواحدة في الاحوال والمواقف الخالدة.
كم لمسنا تاريخ الحضارة النوبية بين مصر السودان التي قامت بين الضفتين على نكهة مشتركة وملامح ثابتة حيث تولدت ثقافة موغلة في الانطلاق على دراسة القدرة الإنسانية في التفوق والبحث والاكتشاف والتفكير في عوالم الطبيعة واوراق الحياة.
كان الرباط الصوفي بين البلدين مصدر فخر وحكمة جسدت سماحة الدين وحلاوة معدنه ونبل رسالته وكيف التصوف يمثل ارتكازا واضحا لانتشار الدين بين البلدين على قاعدة متينة من المرونة والعذوبة والتجاوز هزم السلفية والاصولية والإسلام السياسي كان الأزهر الشريف وتقاليده الروحية الفياضة في مصر وكان الشيخ عبدالرحيم البرعي بانواره البراقة وخطوطه الشعشعانية.
من الواضح أن القيم الثقافية ومناقب الفنون في وادي النيل مهما تباعدت في بعض مناقبها فإنها تحمل الدلالات ومعاني بليغة أكثر فائدة وتلاحما في خضم العقلية الشعبية من عالم السياسة الذي تسوقه المصالح الآنية والتحولات السريعة الشئ يصب في قوالب زاخرة بالرؤي البعيدة التي تطالب إزاحة العلاقة المشتركة من قالب المخابرات إلى واحة الأخوة الظليلة الذي يسبح في تيارات قدسية البعدالشعبي.
كانت الندوة تتوكأ على أسس متينة من التناول السلس والأفكار القديمة والمعاني الكبيرة بحضور أطياف متنوعة من المجتمع السوداني المصري استطاعوا العبور إلى عوالم مجيدة تمنح العلاقة الأزلية والتبادل الثقافي بين البلدين بعدا زاخرا بالروعة والألق الجميل.
كان المستشار أحمد عدلي أمام قدمنح الندوة السامقة بفكره الثاقب وحكمته البليغة مقاليد النجاح والفلاح الذي دفعها للوصول إلى الغايات والأهداف النبيلة.