تحية مباركة طيبة إلى مصر وأهلها الكرام.. تحية إلى مصر ونيلها وانسانها وازهرها وفسطاطها واهراماتها ومدنها وقراها وحواريها وازقتها ومقاهيها وكل جميل فيها.. فمصر هي الحياة.. بلد ينبض بالحياة والحيوية والمحبة والفلاح والنشاط والرزق.
تعازينا لأهلنا في مصر في ضحايا حادث قطاري سوهاج ونسأل الله أن يتقبلهم شهداء وان يشفي ويعافي الجرحى ويُصبر ذوي الضحايا في مصابهم الاليم.. وتسلم. مصر الحبيبة من كل أذى وشر.
تابعت ومازلت منذ الجمعة الماضية العشرين من مارس الجاري الجدال والنقاش الذي دار ومازال حول الخطأ الذي ظهر خلال نقل صلاة الجمعة وشعائرها عبر التلفزيون القومي حيث كُتب خطأ كلمة الإذاعة على هذ ا النحو (الازاعة).. وكان الأمر فضيحة مدوية في مصر.. حيث ظلت الكلمة ثابتة بخطئها طوال فترة نقل الصلاة.. وقد علق كثير من المصريين على الخطأ الفادح الشنيع وكان مصدر سخرية وتندر..ومازال الحديث يدور حول الخطأ الجسيم وغربة اللغة العربية في الأجهزة الرسمية.
وقد أحالت رئيسة قطاع التليفزيون بالهيئة الوطنية للإعلام في مصر نائلة فاروق مخرج بث صلاة الجمعة إلى التحقيق بسبب الخطأ الإملائي الذي ظهر على شاشة التلفزيون المصري. وأضافت نائلة في تصريحات صحفية أنه جرى التحفظ على شريط فيديو صلاة الجمعة بالكامل والذي حمل الخطأ الإملائي حتى يتم الانتهاء من التحقيقات من خلال الشؤون القانونية.
ويأتي هذا الإجراء على خلفية وجود خطأ إملائي في جملة الإذاعة والتلفزيون.
ورغم أن الأمر في ظاهره مزعج جدا ومعيب الا انه يحمل في ثناياه الخير.. وذلك أن عددا كبيرا من المصريين نبه للخطأ وسخر منه ونبه إليه.. وان قطاع الإذاعة والتلفزيون قد تعامل مع الخطأ على أعلى مستوى ولم يمر مرور الكرام..وفي ذلك بعض العزاء.
ولكن المصيبة. الكبرى اننا في كثير من بلداننا العربية نسمع ونشهد ونقرأ أخطاء بلا حصر في حق اللغة العربية لا يلتف إليها أحد ولا ينتقدها احد بل إن كثيرا من الأخطاء أصبحت هي الصواب وغيرها الخطأ.. هناك أخطاء فادحة في الخطابة عند كثير من المسؤولين رؤساء و وزراء فكثيرا ما يصبح الفاعل منصوبا والمغعول به مضموما والمنصوب مكسورا ودون أدنى حرج ولا خجل.. بل الادهي من ذلك أن هناك إصرارا على الخطأ والمصيبة أن. هناك من لايعرف انه أخطأ اصلا …!!!
ولهذا أجد تعامل رئيسة قطاع التلفزيون والاذاعة المصري يستحق الشكر.. كما أن تفاعل المصريين مع الخطأ يدعو للإعجاب.
وارجو أن تنتقل إلينا هذه العدوى المصرية حتى نتدارك حجم الأخطاء المخزي الذي يحيط بنا ويجعلنا نتحسر كل يوم على لغتنا العربية الجميلة التي تغني بها ولها حافظ إبراهيم رحمه الله.. ولكنهو أدرك أن وقتها المخاطر التي تتعرض لها لغة القرآن الكريم التي وسعت كتاب الله الكريم.. فقال:
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسْمَعُ لِلكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً
فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى
لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في البِلَى
وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ.
لله درك. حافظ إبراهيم… وتسلم. لغتنا العربيك الجميلة من الآفات والعثرات.. وتحية لمصر قلب العروبة النابض.