غلالة من الحزن العميق تخيم على سماء الأمارات العربية المتحدة صبيحة رحيل الشيخ حمدان. بن راشد آل مكتوم راضيا مرضيا إلى ربه إن شاء الله تعالى.
ولن تبكي الإمارات العربية المتحدة شعبا وحكومة
وقيادة وحدها الشيخ الراحل العزيز حمدان بن راشد آل مكتوم.. بل يبكي ويحزن لموته خلق كثير حول العالم وخاصة قارتي أفريقيا وآسيا.. فقد كان الراحل العزيز رجلا محسنا كريما باذلا للخير في صمت (ينفق بيمنيه ما لا تعلمه شماله) دون من ولا أذى.
الآلاف من الأطفال في أكثر من خمسين مدرسة وكلية في أكثر من عشرين دولة في القارة الأفريقية سيبكون رحيل سموه وسيفتقدون دعمه المستمر والمتواصل لتلك المدارس التي انتشرت في كثير من المدن الأفريقية حيث يجد الطالب الدعم المادي والتعليمي ويتحصل المعلم في تلك المدارس على راتبه من تلك المؤسسة التعليمية الرائدة..ولدينا في السودان أكثر من مدرسة في أكثر ولاية تحمل اسم الشيخ حمدان بن. راشد آل مكتوم وقد تم إنشاؤها قبل أكثر من عقدين من الزمان وما تزال هذه المدارس تواصل عطاءها الحيوي والمؤثر في حقل التعليم.
لقد تمكن الراحل المقيم. سمو الشيخ حمدان. بن راشد وعبر هيئة آل مكتوم الخيرية التي بدأت مشوارها الخيري ورحلتها في ميادين العمل الإنساني في عام 1997م في دبلن بايرلندا من خلال المركز الثقافي الإسلامي هناك والذي كان بمثابة النواة الطيبة لمسيرة الخير التي بدأها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم والانطلاقة التي امتدت لتشمل اكثر من 69 بلداً في جميع قارات العالم.
وفي عام 1997م بدأت الهيئة برنامجها التعليمي الواسع في إفريقيا ببناء عشرة مدارس ثانوية بكامل تجهيزاتها في عدد من الدول الإفريقية وهو البرنامج الذي لا زال مستمراً حيث وصل عدد هذه المدارس ما يقارب الأربعين مدرسة وكلية موزعة في أكثر من عشرين دولة إفريقية ، وقد حقق هذا البرنامج نجاحاً منقطع النظير وساعد آلاف الطلاب الأفارقة الي دخول أهم الكليات الجامعية كما أن المشروع أصبح أهم مشروع تعليمي في إفريقيا خارج نطاق التعليم الحكومي .
وتمكنت الهيئة من تقديم. الخير والسند والدعم والمساعدة لكثير من الناس في مجالات متعددة وفي بلدان كثيرة حول العالم.. وقد اهتمت هيئة آل مكتوم الخيرية التي أسسها الشيخ حمدان بمجالات التعليم في كل مراحله وحتى التعليم العالي.. واهتمت بالدين الإسلامي والتعريف به في أوروبا لمحاربة التطرف والإرهاب عبر مؤسسات أكاديمية عالمية عريقة.. واهتمت بالصحة والقضاء على الأمراض والعلاج من خلال بناء المستشفيات والمراكز الصحية حول العالم.
وقد كان لي شرف إعداد اول كتاب عن الهيئة في العام 2002 ومعي الأخ العزيز صلاح الطيب احمد وفيه رصد لعدد من إنجازات الهيئة حول العالم وهو الأمر الذي اتاح لي أن اتعرف على الخير والبر الذي قدمه وظل يقدمه سمو الشيخ حمدان عبر الهيئة للناس في كل مكان دون منٍ ولا أذى وسرا وعلنا في هدوء ومحبة.. ولقد كان ذلك. احد الاسباب التي جعلتني إزاد احتراما وتقديرا ومحبة لهذا الانسان والمواطن الإماراتي الخير المتميز.. رحمه الله رحمة واسعة وادخله الجنة وفردوسها الأعلى.