الخرطوم _ ترياق نيوز
لا أعتقد مشرعو علم الإدارة وضعوا إطارا محددا للإبداع ، ليتم من خلاله إختيار المدير الناجح ، ولم يكن الابداع يوما ثغرة ينفذ من خلالها الفشل ، وعلى ما اعتقد المدير الناجح هو الذي يستطيع أن يضفي جديدا على مهامه ، دون الإخلال بالوصف الوظيفي له ، وأمثال هؤلاء هم الذين يبقوا في المؤسسات عبر ” بصمتهم ” ما بقيت ، وإن أنتهى تكليفهم .
علي ما يبدو هذا ما ينطبق على المدير العام لجهاز تنظيم الاتصالات والبريد المهندس دكتور الصادق جمال الدين ، الذي ظل يفاجئ مرؤسيه بل قل المهتمين بشأن هذه المؤسسة ” جهاز تنظيم الاتصالات والبريد ” .
حيث لم يفوت فرصة مناسبة إلا وتفتقت عبقريته عن ” دفقة” سمت بأرواح العاملين معه كما يسمو البرج الذي يأدون منه مهامهم .
الشاهد في ذلك آخر ثلاثة مناسبات كان لنا شرف حضورها ومتابعة فعالياتها من داخل برج الاتصال المطل على ضفاف الازرق الدفاق ضاحية ” بري الصمود ” .
المناسبة الأولى كانت اليوم العالمي للبريد ، كان إلتقاء العاملين بالشركات العاملة في مجال البريد بالعاملين في جهاز تنظيم الاتصالات والبريد كإلتقاء ” جيل البطولات بجيل التضحيات ” .
حيث أذابت فقرات ذاك البرنامج الفوارق بين الحضور .. فأخضرت القلوب طربا فتقاربت الاعمار وتناسقت الالوان فكان القطاع الخاص مكمل للعام ، فأصبح الكل ينشد حي الفلاح لوطن فيه نساوى ” نحلم نقرأ ندواى”.
ثم كان اليوم العالمي للمرأة … عندما انتهى اليوم الذي يسبقه مثله ومثل اي يوم عمل وانصرف منسوبي مؤسسة جهاز الاتصالات والبريد كعادتهم .. ولا يعلمون ماذا يخبئ لهم ابن إمرأة ” تأكل القديد” يدعى الصادق جمال الدين .. فكأنه غازل نجوم ذاك المساء فأهدته تلك الفكرة الجهنمية ، بأن وضع على جيد أي إمرأة داخل مؤسسته إكليلا من الورود فنصبهن اميرات فنصبنه ملك على القلوب ، وسلطانا على اعراف وعادات وتقاليد إنسان هذا البلد الذي يحفظ أهله الجميل .. فأصبحن واصبح كل العاملين في هذا الجهاز رجلا كان او إمرأة لسان حالهم لهذا المدير ” إذا اكرمت الكريم ملكته وإذا اكرمت اللئيم تمردا ” ومن حسن حظ ابن جمال الدين لم يكن بين منسوبيه لئيما أو لئيمة .. فمن اراد ان يتعلم فن الادارة ومن أراد أن يعرف إنضباط العاملين بالقطاع العام أو أراد ان يعرف اداء المهام برغبة ودون تذمر فاليذهب لجهاز تنظيم الاتصالات والبريد .
لم تقف تلك العبقرية عند هذا الحد ، اليوم الاحد ٢١ مارس يصادف اليوم العالمي للأم .. فكان الصادق صادق في وعده ، ولأن العقول النيرة لا تنتظر الصدف .. بل تصنع الاحداث ليختلص منها الآخرين الصدف .. حيث تجلت عبقرية الصادق هذه المرة في إختيار الزمان والمكان ، حيث الزمان ليس اليوم المتفق عليه عالميا بالاحتفال بالأم ٢١ مارس فقط بل هذا الصادق اضفى عليه بعدا آخر بإختياره الصباح الباكر ولسان حاله يقول ” بذكرك يا يمة من دغشا بدري شايلي الحليلة على المراح” أما المكان فاختار الصادق قلب أمه الكبير ليكون له وطنا ، أي عظمة هذه واي إعتراف بالجميل هذا للأم اكثر من هكذا فعل .. حيث خاطب الاحتفال من داخل مؤسسته قائلا :
” لو كان بيدي ان اختار وطنا لاخترت قلب أمي .. حيث أنام مطمئنا واصحو بسلام “
ثم اردف قائلا :
” يطيب لي أن انسج أجمل كلمات الإمتنان والتقدير لكل ام اعدت وربت وأنشأت أجيال اليوم وأمل الغد ” ..
ثم لم يلبس أن أستشعر المسؤلية الاجتماعية نحو من افنوا اعمارهم من أجل أن تتواصل مسيرة الأجيال حيث بكرم لم يتبعه من أو أذى ابتدر التبرع للمسنين بمبلغ من المال .. ولعل العاملين على دين مديرهم فأنهالت التبرعات من جيوبهم الخاصة .. فانصرف الجميع نحو واجبهم المهني لأن الإحتفال كان “دغشا بدري ” كما ذكرنا بأن الإبداع لا يكون خصما على اداء الواجب المهني إن لم يكن إضافة له. . فنحن من هنا نبعث لهذا المدير وكل منسوبيه ألف تحية وتقدير .. ولكننا لانخفي عليكم بأننا سنظل ننقب أثركم .. ونثق بأن الله يستحي أن ينزع بركة وضعها في مكان ما .. وما إنحناءة برج الاتصالات اليوم إجلالا وإكراما للأم إلا بركة وضعها الله فيكم فهنيئا لكم… دمتم بخير ..
كل عام .. كل أم بخير
عبدالباقي جبارة البكري ٢١ مارس ٢٠٢١م