تحتضن ولاية البحر الاحمر هذه الايام وفد رفيع من الوزراء الاتحاديين في اول زيارة رسمية لوزراء الحكومة الجديدة التي تضم قادة السلام ليأتوا للولاية بغرض برامج متخصصة علي رأسها تطوير الموانئ ومعالجة المشكلات ، لطالما كانت المشكلات التي تعاني منها هيئة الموانئ طيلة الفترة الماضية تنحصر في صيانة الاليات والكرينات الجسرية والمطاطية بجانب توفير قطع الغيار واستجلاب معدات جديدة ، ولكن ظلت جهات عُدة تستهدف المشكلات ليس بغرض حلها وانما بغرض النيل من موانئ السودان الوحيدة وتدميرها في مراحل عديدة ، ليبزغ فجر جديد علي وزارة النقل ويتولى زمام أمرها أبن الميناء الذي كان ضمن طاقمها الهندسي لفترة مهندس / ميرغني موسي فهو أدرى بمشكلاتها وأقدر علي حلها ، وفي اول فرصة تاتيه يأتي الموانئ وفي معيته السيد وزير المالية دكتور / جبريل ابراهيم صاحب القرارات الحاسمة فمن المؤكد ان الميناء يحتاج لقرار جرئ وربما استثنائي به يُعطي مجلس ادارة الهيئة ومديرها العام كافة الصلاحيات المالية والادارية للتحكم بالإيرادات في إطار تجويد بيئة العمل وشراء المعدات وعمل الصيانات اللازمة التي يشتكي منها كافة شركاء المجتمع المينائي .
بعد الورشة التي عقدها وزير النقل بحضور وزير المالية والتي بها استمع للمشكلات من اصحابها ووضع الحل بين أيديهم جعلنا نتحسس إننا في عهد تغيير لطالما غالب طويلاً ، فمنذ ما يقارب الشهور تعرض الميناء لأزمة مفتعلة وهجوم اعلامي موجه كان الغرض منه النيل من الميناء وتدميره فلم نجد من العقليات المركزية غير تثبيط همم العاملين والاستهانة بقدراتهم وكفاءتهم ، لم نجد منها ما يحل جذور المشكلة برغم ان الحل كان في يدها فادارة الميناء مكبلة والايرادات تذهب لخزينة المالية والاليات تتعطل وخطابات الشراء تسير ببطء في دواويين الحكومة حتي اذا عادت وجدت الألة قد هلُكت وانتهي زمنها ولكل ذلك لم يجد الميناء المكلوم اناذاك غير اصوات دعت للاستغناء عن الميناء القومي واستخدام موانئ بديلة في صورة رمت بالوطنية والانتماء في أقصي غياهب الجُب ، ليأتي وزير قادم من رحم المعاناة وعالم بحالة الميناء ويسرع في حلحلت مشاكل حلها في متناول اليد اذا حضُرت الرغبة في ذلك .
أن لزيارة وزير المالية للولاية واقع كبير علي اهالي الولاية فهم بحاجة ماسة ان يترك اعضاء الحكومة الخرطوم ويتجهُ صوب الاقاليم والقرى والهامش لمعالجة وقائع واحداث مادية ومعنوية مارستها عليهم انظمة شمولية ولم نتعجب من زيارة دكتور جبريل ابن الهامش والادرى بمعاناة الشعب السوداني خارج الخرطوم ، فجبريل يعلم أن الممارسات التي حدثت من حكومة الانقاذ جعلتهم يحملون السلاح في وجهها مكرهين فهي لم تترك لهم حل سوي القتال من اجل الحقوق حتي اُسقطت بإرادة شعبية .
هيئة الموانئ البحرية والمجتمع المينائي والاقتصاد السوداني يعولون كثيراً علي هذه الزيارة التي خاطبت جذور المشكلة وأخرجت الحلول من شركاء المصلحة الامر الذي اذا رأى النور سنرى ميناءنا القومي في مصاف الموانئ العالمية .