يبدو أن واقع الحال ينذر بالكثير الذي لايمكن أن يخطر على بال حيث أن الذي يحدث امام ناظرينا الآن لايمكن ان نتصوره ونتخيل حدوثه حتى في أسوأ كوابيس الأحلام .. هذه الثورة العظيمة هتفت بها حناجر الثوار تشق الآفاق حرية سلام وعدالة
وهذه هي اعمدة الهرم الثوري الذي اريقت على جنباته الدماء الطاهرة الذكية للشهداء وهم يحلمون بهذا اليوم الذى انتصرت فيه الإرادة الحرة لصوت الشارع ولهذه الجموع الهادرة وقد كان ولكن منذ اليوم الأول راهنت على ان شراكة العسكر ستكون اكبر معوَّق لتيار الثورة وقد حدث هذا الآن بوضوح وجلاء دونما إستحياء ويوما بعد يوم يتصاعد ويعلو حس العسكر بتجاوزات أقل ما يوصف بها انها كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولكن لايمكن ان اتصور ان يصل الأمر الى التأثير على الإجهزة العدلية ممثلة في النائب العام وتوجيهه من هرم السلطة السيادية في أسوأ حالة ضعف تشهدها النيابة العامة على امتداد تاريخها وهى المنوط بها المحافظة على الحقوق وهى الكيان القانوني الذي يمثل الشعب وتتولى الدعوى العمومية بإسم المجتمع وتختص دون غيرها بتحريك الدعوى الجنائية وهى الجهة الحادبة على تطبيق القوانين .. هذه هى النيابة العامة التى نعرفها .. أكبر خسارة للثورة ان كل اجهزتها العدلية بمستوى من الضعف والترهل لايوصف ابتداء من الجهاز القضائي وانتهاء بالنيابة العامة .. وقد لاحظت السرعة التي تمت بها اجراءات القبض على دكتور صلاح مناع عضو لجنة تفكيك نظام 30 من يونيو حيث اتهم النائب العام بعدم الحيادية والإنصياع لتوجيهات سيادية بشأن اطلاق سراح متهمين في قضايا فساد كبيرة .. ومن هنا يبدأ الخلل وازدواجية المعايير والإنتصار للذات على حساب الوطن والقضايا الكبيرة والمفصلية .. والسؤال موجه للنائب العام الذى جاء الى هذا المنصب عبر دماء الشهداء وهتاف الثوار ليكون ممثلا للثورة في اهم اعمدتها الأساسية وهي العدالة لماذا لم تتحرك بمثل هذا السرعة ولنبدأ بآخر قضية وهي اوضح من الشمس في كبد السماء وهي قضية الشهيد بهاء الدين نوري حيث انها جريمة مكتملة الأركان مع الإعتراف الكامل بالجرم ؟! أين ملف فض الإعتصام ودماء الشهداء حيث لم تتقدم لجنة التحقيق الآن بخطوة واحدة للراي العام !!! لماذا التراخي في كل ماله علاقة بالثورة والثوار وسرعة الإستجابة للقبض على عضو لجنة التفكيك وهو غير معني في شخصه بقدر ما هى محاولة لضرب هذه اللجنة التي تمثل الثورة والتي بدورها ازعجت النظام البائد واذياله والمتعاونين معه وقد اصبحت الصورة اوضح مما كانت عليه وكل صباح تشرق شمس وتكشف المزيد من هم أقرب الى النظام البائد وخطر على مستقبل الثورة حتى أصبح الفرز سهلا ولا يحتاج إلى حصيف
شئ من حتى .
الأجهزة العدلية القوية والمستقلة هى سنام الدولة القوية التي يجب أن تكون واذا حدث أي خلل أو فساد فيها ينعكس تلقائيا على كافة الأجهزة الأخرى التي تسيِّر دولاب العمل في الدولة .. وعندما استولى النظام البائد على السلطة في البلاد أول ما قام به تصفية الاجهزة العدلية وسحب بساط الإستقلالية من تحتها وعليه اصبحت طيِّعة وسهلة ومنقادة وتأتمر بتوجيهاته وإذا لم يفعل ذلك لن يستطيع حكم البلاد سنة واحدة ناهيك عن ثلاثة عقود .. انتبهوا إني ارى ما لاترون وما أشبه الليلة بالبارحة !!!