ككل عام يحي أبناء ولاية البحر الاحمر دون غيرهم من أبناء السودان الذكري السنوية لشهداء مجزرة ٢٩ / يناير التي ارتكبها نظام الانقاذ علي مواطنين خرجوا مطالبين بأبسط حقوقهم آناذاك لترديهم رصاصة قوات الجبهة الاسلامية جثث هامدة تم تصنيف هذه المجزرة كأحد اكبر مجازر التطهير العرقي التي مارسها نظام البشير علي جماهير الشعب السوداني .
لقد كان ليوم ال٢٩ من يناير /٢٠٠٥م صدي خاص في وجداني فقد كنت ادرس بمدرسة عزة الاساسية بالقرب من المنطقة التي تحرك منها المحتجون لم نلبث سوي ثواني حتي أنهالت علينا البنادق حاصرتنا المروحيات ونحن أبناء العشر سنوات ولولا دخلونا الي قبو مدرستنا لكنا الان مع من اصطادتهم رصاصة السفاحين هي ساعات حتي انتهى فيها الحراك الثوري الذي ولاول مرة نشاهده بأم اعيينا لنري عشرات الجثث ملقاة في الطرقات لشباب تراوحت أعمارهم من ال ١٥ وحتي ٥٠ لم يدركوا بأنهم خارجين لملاقاة كل انواع العتاد العسكري والسلاح وقوات لم نر مثلها قبلاً .
استيقظ بعدها اهالي الولاية علي ثكلات الامهات وبكاء اليتامي ودموع الارامل فقد شهد اليوم السابق معركة حامية الوطيس بين مواطنين عزل ومليشيات مسلحة بكامل عتادها اشبعت الاجساد النجيلة كل انواع الرصاص واردتها قتيلة واخري جريحة تشكو حتي يومنا هذا .
ومرت السنوات علي المجزرة عانت فيها اللجنة المنظمة التي تضم اسر الشهداء من ويلات القمع فقد تم منعهم من تنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بالقصاص العادل وحتي التحقيق كحق للشهداء مع منعهم في اوقات عديدة من اقامة مراسم احياء ذكري الشهداء ولكن وجود الدوافع النضالية كانت اقوي من أي نظام فلم يأبه القائمين علي الامر بالقمع الذي يتعرضوا له والمعتقلات وبيوت الاشباح وكل انواع التعذيب المادي والمعنوي لايمانهم بقضيتهم المطالبة بالقصاص لدماء الشهداء .
وفي هذا العام فأن الثورة التي اطاحت بالنظام السابق تدخل عامها الثالث لماذا لا نجد احياء قومي لذكري شهداء سقطوا منادين بذات شعارات ثورة ديسمبر المجيدة ومطالبين بحق العيش الكريم في كنف دولة القانون .
أن القضية القومية التي ضحي لاجلها ابناءنا بارواحهم تستحق ان تُدرس بالمناهج لتتعلم الاجيال القادمة أن التضحيات كانت ممتدة لسنين لأن اسقاط نظام ظالم ليس بالامر السهل ، علينا ان نجد باب شهداء ٢٩ يناير مجزرة ديم عرب يخبر فيه من هو في اقصي الغرب ما تعرض له اخوته في اقصي الشرق عندما انتفضوا ضد النظام المستبد في زمن تكميم الافواه .