تشهد هذه الايام حكومة ولاية شمال كردفان، وحاضنتها قوي الحرية والتغيير اضطرابات كثيفة، بسبب ارتباك المشهد، والتصعيد الإعلامي هنا وهناك، تارة من اللجنة الميدانية المشتركة التي يتصدرها الحزب الشيوعي واخرين، وكذلك التصعيد من كتلة قوي الاجماع الوطني التي يتسيدها حزب البعث العربي الاشتراكي الاصل، وكذلك الاحزاب الاتحادية التي تشهد انقسامات حادة في داخلها، وكذلك الحزب الناصري،وهؤلاء جميعهم اصدروا بيانا بضرورة سحب الثقة من الوالي خالد مصطفي آدم، وايضا المدهش حقا صدور تصريح صحفي من حزب المؤتمر السوداني شمال كردفان بسحب امينه العام سليمان احمد فضل (بارا) من كل اللجان ،واضاف حسب التصريح بان (بارا تعرض الي اقتيال في الشخصية)ولم يجد التعاون من اعضاء اللجان ،لذلك فضل سحبه من كل اللجان مع تحمل المسئولية التاريخية ،والتعهد بالمضي قدما لتحقيق مضامين الثورة السودانية المجيدة ،مع التاكيد علي ضرورة الاصلاح داخل التنسقية..
اما كتلة نداء السودان لا زالت ملتزمة الصمت ماعدا حزب المؤتمر السوداني الذي سحب امينه العام سليمان بارا. اما حزب البعث السوداني والامه القومي والوطني الاتحادي وحركة حق وحركات الكفاح المسلح لا زالوا يلتزمون الصمت ،ربما لضرورة قراءة الواقع جيدا ،خصوصا الوالي مصطفي جاء عن هذه الكتلة التي تعتبر اكبر كتلة في مكونات قوي الحرية والتغيير بالسودان..
عموما الان الجميع يتحدث عن فشل الحكومة بما في ذلك المكونات السياسية ، علما بان هذه المكونات او الحاضنة السياسية هي التي فشلت في ادارة حكم الولاية ،وتقديم المبادرات الجادة التي من الممكن ان ترتقي بحياة الناس، وكانما كل قوي الحرية والتغيير بشمال كردفان تنتظر شخص مجهول ان يقدم لها مشروع حتي تتبناه او تنتقده وتكيل له السباب، وهذا يؤكد بالضرورة انسداد الافق ،وعدم ادراك ان السياسة علميا وعمليا هي التواصل الاجتماعي والانساني ، و الممارسة اليومية في القضايا الحياتية للجمهور،وليس تكتلات ووضع المتارييس امام النجاح، وهنا لابد من الاشارة لنقطة محددة وهي عندما تقدم بعض الصحفيون بالولاية بمبادرة في شهر فبراير للعام (٢٠١٩)لاقامة مؤتمر اقتصادي بولاية شمال كردفان ليشكل خارطة طريق وبرنامج لحكومة الفترة الانتقالية وتكون شمال كردفان اول ولاية تمتلك رؤية تنموية في العهد الجديد، وتبني الفكرة الوالي العسكري الطيب عبدالله كركساوي ونجحت الفكرة وقام المؤتمر الاقتصادي الاول وحضوره ممثليين من مجلس الوزراء وجاء عن المجلس السيادي البرف صديق تاور ،للاسف لقد تمت مقاطعته من قوي الحرية والتغيير بحجه انهم لم يكونوا علي علم به، بالرغم من حضور ممثلين من كتلة نداء السودان ( ادم العجب ) ومن كتله الاجماع الوطني( بشير الصادق ) في كل مراحل الاعداد، وللامانه والتاريخ ومن وقتذاك لقد توصلت لقناعة باننا بولاية شمال كردفان نحتاج لسياسيين جدد يكون لهم رؤية قائمة علي تقديم مصلحة الولاية، وفي تقديري الوالي الأستاذ خالد مصطفي آدم الان يدفع في ثمن غالي جدا عندما ساهم في مقاطعة المؤتمر الاقتصادي الاول لولاية شمال كردفان لانه وقتذاك كان منسق لقوي الحرية والتغيير بالولاية، واظنه لم يكون متصورا بانه يوما من الايام بان يكون حاكما لهذه الولاية…
علي اي حال اني اري ما يحدث الان من بيانات وتقديم استقالات لا يعفي الجميع من الفشل المشترك ،لان من كان في اللجان اعتقد هو الذي تسبب في فشلها وعليه تحمل المسئولية، لان عقلية الكنكشة والاقصاء للاخرين كانت حاضرة، اما الحديث عن اصلاح التنسقية فهو حديث مطلوب ،ولكن عندما تم طرحه في وقت سابق داخل كتلة نداء السودان من حزب البعث السوداني تم وضع العراقيل امامه حتي لايتم الإصلاح حتي لا ينصلح حال الولاية.. مما يعني ان الذين يتحدثون الان عن فشل حكومة الولاية وفشل اللجان هم انفسهم كانوا فاشلون ، او كانوا يريدون افشالها حتي تتحقق لهم صفقات سياسية اخري بعد نفاد الحالية…
علي اي حال ان السياسة لا ثابت فيها وهنا اشير بالضرورة للبيان الذي اصدره محمد عبدالله عندما اعلن انسلاخه من الحزب الاتحادي ( محمد عصمت) بحجة انه حزب ليس به مؤسسية ودخوله فورا بحزب الوطني الاتحادي، لذلك اني اقول يجب علي كل مكونات قوي الحرية والتغيير بولاية شمال كردفان، ان تجلس مع نفسها اولا ،وتقدم لها نقد ذاتي وتقيم التجربة ،وتضع خارطة تحالف جديدة، تستوعب فيها مطلوبات المرحلة ،مع تقيم الاداء للجهاز التنفيذي، ونحن نعلم بان هناك خلل كبير والجميع شركاء فيه ، والوالي يتحمل الجزء الاكبر لانه لم يطلع الرائ العام بفشل الحرية والتغيير بولايته لانها لم تقدم له اي عون… اما اذا كان هو السبب في رفض الاعانه ،عليه ان يذهب فورا قبل ان يتحالف ضده العدو والصليح…الخرطوم