لقد برزت مشاركة حواء السودانية الكبيرة منذ إندلاع الثورة الشعبية في ديسمبر ٢٠١٨م وكان لها دور متعاظم في إسقاط الإنقاذ وقاتلت النظام المستبد جوار الرجل يد بيد ، وفي الصفوف الامامية من الشرارة الأولي وحتي إنتصار الإرادة الشعبية ومن الأسباب الرئيسة لقيام الثورة ، حيث كان القمع الذي تعرضت له لعقود طويلة ، وكانت لها مواقف في مواجهة “الكجر” ميدانياً وفي المواكب حتي إنها خرجت في مواكب نسائية خالصة للمطالبة بحقوقهن ، ولكن مشاركتها في مجلسي السياده والوزراء لم تكن مرضية الي حد كبير ، فكانت تتمني أن تجد ما فقدته طيلة الحكومات المتعاقبة علي حكم البلاد ومن المؤسف القول أن في أول حكومة إنتقالية لم نجد لحواء وجود علي الصعيد التنفيذي إلا النذر القليل .
ونحن الآن علي بعد خطوات من تشكيل الحكومة الانتقالية في نسختها الجديدة بعد توقيع اتفاقية السلام خلال الايام المقبلة ، فهل سنتلمس مشاركة للمرأة فيها بصورة تليق بما قدمته؟ .
وبالاطلاع علي تاريخ النضال النسوي السوداني نجد أن “الكنداكة” حكمت السودان ومصر سويا عبر ممالك مختلفة فالملكة أماني ريناس حكمت مملكة كوش ومن بعدها الملكة أماني شاخيتي بمروي ، وكانت الملكة والمحاسبة في آن واحد . وحديثا شاركت المرأة في اخراج المستعمر من البلاد وكتبت تاريخها بحروف من ذهب منذ اكثر من مئة عام ولكنها كانت تعاني من اقصاءات متعددة في أجهزة الدولة بالرغم من إنها كانت رائدة في العديد من المجالات علي المستويين العربي والافريقي .
وبالنظر للوضع في شرق السودان نجد إنعدام لمشاركة المراة في كافة هياكل السلطة الانتقالية سيما أن الوضع في الولايات له خصوصية كبيرة لما كانت تتعرض له نساء الأرياف خارج العاصمة المثلثة.
فقديما كانت نسبة مشاركة المرأة في السلطة بالشرق محدودة وتسيطر عليها العنجهية المركزية كما أن الحكومة والعادات أودت بها في غياهب الجهل فلم نري أنها وصلت الي مرتبة كبيرة في السلطة التنفيذية ، ولكن بعد قرار معالي رئيس مجلس الوزراء القاضي بتعيين ولاة الولايات وحظيت ولاية نهر النيل بتميز أن تحكمها سيدة تسرب الي داخل كل النساء شعاع الأمل من هذا الحدث المتفرد الذي حاز علي إستحسان الجميع إلا قليل من متشددي الأفكار الذكورية المتسلطة ، وكنا نتمني أن تحظي إحدى الولايات الشرقية بهذا الإمتياز لا سيما أن هنالك عدد مقدر من كفاءاتنا النسوية بشرقنا الحبيب التي تستحق هذا الموقع .
وختاما نحن بهذا الحديث لا نستجدي التمثيل بقدر ما هو حق في مشاركتنا العادلة في كافة هياكل الحكم الانتقالية مثلما كان لنا القدح المعلا في إنجاح الحراك الشعبي الذي أسقط حكومة الإنقاذ .