في الوقت الذي تتعرض له هيئة الموانئ البحرية لهجمة اعلامية شرسة تارة من وسائل الاعلام الحديثة وزارة أخرى من بعض الكُتاب خلاف الأزمة الاخيرة التي جاءت مع زيارة السيد وزير النقل المكلف الذي أعلن فيها قراره القاضي بفصل ميناء الحاويات الوحيد ضاربًا بالمؤسسية و الخبرات الموجودة بالموانئ عرض الحائط .
رست بالميناء الاخضر الباخرة “ريسينا” العملاق” والتي تحمل مئات الحاويات بمربط “٢٣” التي تم تفريغها بنظام “الرورو” ويعتبر هذا النظام هو طريقة أبسط وأرخص في الشحن و بسيط جدا لنقل البضائع من دولة لأخرى وهو نظام مفضل عند وكلاء الملاحة لسببين هما التكلفة والكفاءة .
من زاوية أخري فدخول ميناء الخير كمساعد للميناء الجنوبي في استقبال الحاويات لا سيما مع استقبال الميناء للسفن الضخة لأول مرة حديثاً يجعلنا نعي إننا في تطور مستمر في مجال الموانئ البحرية فالشركات العالمية لا تتعامل مع أي ميناء قبل الوثوق بقدراته ، والعاملين بالميناء فيه وأقصد هنا مشغلي الآليات والكرينات الجسرية والمطاطية والعاملين بورش الصيانات في الاقسام المختلفة يبلون بلا حسن لتسيير دولاب العمل وضمان لاستمرار عملية المناولة حتي وصلو الي ” ٥٠٠ ” حاوية في الوردية الواحدة أي “١٠٠٠ ” حاويه” يوميا هذه الانجازات التي لا يراها المنتقدين الذين همهم الوحيد تثبيط الهمم وهم لم يزوروا حتي سور أحد الموانئ … حقاً نحن في زمن عُجاب!!!!
نحن بحاجة لاعلام شفاف وطني وبحاجة لاستقلالية الاعلام حتي لا نري من يروج لاستخدام موانئ بديلة وإهمال للموانئ الوطنية في العلن بدون أي وطنية ، الناظر للموانئ بعين الحياد تعمل في أعلي طاقة تشتغيلية بتسخير المتاح والسياسيات الجديدة التي انتظمتها من تغيير لسياسات التخريد فقد شهد العام المنصرم إعادة صناعة الجرار الجبيت قيد التصنيع الذي كان من المقرر أن يتم تخريده وكذلك إعادة تدوير للاطارات في ورشة الصيانة بالميناء الجنوبي وكذلك ادخال اليات معطلة للخدمة، تم كل ذلك بأيادي أبناء الميناء وخبراتهم الهندسية والميكانيكية والفنية ومن غير أن يتم استجلاب قطع غيار من الخارج .
وقد أثلج صدري المخرجات التي خرج بها المنتدي الاقتصادي الاخير الذي أنصف السودان في وقت دعت فيه سدنة النظام البائد لتبديل الميناء الوطني في خطة جلية لقتل الاقتصاد الوطني ، نحن بحاجة لمزيد من الحلول المشابهة في كافة المجالات للنهوض بالبلاد.
اعزائي القراء كل ما قمت بذكره هي نماذج وليست حصر لما يقوم به العاملين وإدارة الموانئ في اطار تجويد العمل ورفع كفاءة لانتاج فهل من منصف ؟! .