لقد أُسدِل الستار أمس على مسرحية صراع المنهج الدراسي التى كان ابطالها دكتور عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي والاسلام السياسي بتياراته المختلفة وختمها بطل خشبة المسرح الذي ظهر في آخر المشهد وهو دكتور عبدالله حمدوك بقرار تجميد العمل بالمقترحات المطروحة من مدير المركز .. وهناك من لايعنيهم المنهج الدراسي في الأساس كقيمة وكمرتكز مهم لبناء الأجيال بقدر ما يعنيهم إحساس الإنتصار لذاتهم في ظل صراعات سياسية وفكرية لها خلفية تاريخية وظلال من الماضي البعيد والقريب والراهن السياسي الآني وكثيرا ما يستخدموا وسائل التأثير العاطفي والتي في ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب وكذلك تكون كلمة الحق عندما يُراد بها الباطل وكذلك أيضا عند الذي يصدُق القول وهو كذوب .. ومن خلال هذا الحراك الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ساتناول كل محور بشئ من القراءة النقدية من واقع طرحه
اليك دكتور عمر القراي
في بادئ الأمر انت رجل صاحب إختصاص وهذا من صميم دراستك حيث نلت درجة الدكتوراة من جامعة اوهاويو في التربية تخصص مناهج وهى من ارقى الجامعات العالمية وعليه تم إختيارك أملا في تقديم عصارة خبرتك في إفادة الوطن وبناء الأجيال وكذلك من المعروف أنك لست من تضع المنهج بل يتم وضعه من خلال لجنة مكونة من تربويين متمرسين في هذا المجال ولكن تحت اشرافك .. السؤال لماذا لم تستلهم طبيعة تكوين المجتمع السوداني وفرط حساسيته مع كل ما من شانه ان يدخل في منطقة التماس مع الجانب العقدي وكان الأولى والأجدى أن تستبعد أي مادة تخلق إستفهامات وانت تعلم جيدا بأنه قبل ان يتم وضع المنهج هناك حرب عليك وعلى خلفية الانتماء مع يقيني بانك حتى لو استبعدت هذه المادة التي اثارت هذا الجدل سيجدون لك مدخلاََ آخر ولكن سد الذرائع كان اولى ولايمكن ان تقدم لهم السيف على طبق من ذهب ….
اليكم انصار الإسلام السياسي
هل انتم صادقين في هذه الحملة على المنهج ومدير المنهج غيرة على دين الله ام هي امتداد لحربكم القديمة الحديثة مع د عمر القراي وحزبه وما المنهج إلا أسطورة حصان طروادة .. ومعركتم مع دكتور القراي وجماعته معلومة وموثقة ولا تحتاج إلى حصيف ومن هنا تبرز الشكوك في صدق نواياكم وإنما ترجيح تصفية الحساب أقرب من صدق دفاعكم عن الجانب العقدي والحس الديني لأن الإسلام السياسي معروف بالبراغماتية في التعامل مع خصومه وإن إستغل أمر الدين فى تعزيز تحقيق الهدف الذى يسعى إليه من خلال الفهم الميكافيلي للغاية تبرر الوسيلة .. ولانكم تعرفون المرارة التاريخية لدكتور القراي معكم وانتم تعلمونها جيدا وهو الآن في هذا الموقع الحساس وكذلك تعلمون اكثر مدى التعلق الكبير للإنسان السوداني المسلم بثوابت عقيدته والتي لايقبل فيها مساومة ومن هذا الباب ولجتم لتحققوا نصرا لكم وليس للدين والعقيدة وإن كانتا هما الوسيلة لتحقيق هدف الإنتصار الذاتي .. وكذلك تجد ان اطراف الصراع الذاتي يعلمون حقيقة بعضهم تماما ولكن يظل الشعب والمنهج خارج دائرة الضوء وإنما كانوا معبرا لتحقيق مركزاََ للقوة لهذا الفصيل او ذاك …
اليك دكتور عبدالله حمدوك
اما بالنسبة لك دكتور عبدالله حمدوك فسأتناول قرارك في هذا الأمر من زاوية قد لا يكون فطن إليها كثير من الناس .. دكتور عبدالله حمدوك عودنا في اكثر من موقف مفصلي وعندما يحدث الهرج والمرج في امر ما ويظهر اصحاب الغرض المتربصين أن يأخذ زمام المبادرة بإحترافية عالية ويفوِّت الفرصة على اصحاب الغرض وبشكل مذهل في الحضور والكارزما ويعيد الامور الى نصابها الصحيح ولأن السياسي المحنك يهتم بقياس الراي العام في القضايا الكبيرة والمصيرية حيث ان السياسة تكتسب أهميتها من فهمها اللغوي لانها تعني معالجة الواقع بشئ من الحكمة وهى من الفعل ساس يسوس والفهم المصطلحي وهى فن الممكن ولذلك هي لاتتوافق مع المكابرة والسباحة ضد التيار وتحتاج الى الحنكة والهدوء في التعامل مع القضايا المصيرية .. وارى ان دكتور حمدوك تدخل في مرحلة حاسمة وجمَّد ولم يلغي المقترحات حول المنهج وكذلك لم يقيل مدير المركز وانما ارجاها لتكوين لجنة قومية من المختصين بهذا الشأن ليقرروا في الأمر مع العلم التام والقاطع انه لن يكون لأذيال النظام البائد سلطة في امر المنهج بنص القرار الصادر وبكل وضوح حول هذا الموضوع
شئ من حتى@
سيكون المنهج وفق مبادئ وقيم الشعب السوداني و سيغرس نواة الإبداع في هذا الجيل حيث براح الأفق بعيدا عن الظلامية ومن خلاله يتم البناء للإنسان بفكر قوي ومستنير ومتزن حيث الإنفتاح على العالم والحضارات الإنسانية فلا تحلموا ايها الرجعيين بعهد الظلام وممارسة العبث بالمناهج حيث كانت تُطبع بمداد الجهل وبؤس الفكرة .. واعلموا ان هذه الثورة هى ثورة وعي وإستنارة وادراك وعليه ستكون المناهح متوافقة مع هذه المبادئ والموجهات الأساسية لثورة التغيير الشامل نحو افق ليس له حدود في الإبداع والعطاء